الباب التاسع

[مرضه]

في ذكر مرضه ووفاته وغسله وتكفينه، والصلاة عليه ومشهده الجليل، وما قيل عن أهل الصلاح فيمن حضره مِنَ الأولياء وغيرهم، ومكان دفنه، وما تُلي عندَ قبره مِنَ الختمات، وما رُؤيَ له مِنَ المنامات، وما أوصى بفعله بعدَ موته، ونبذة مِنْ أحوال بنيه وبناته وأبنائهم، وكذا أحوال زوجاته وسراريه ومَنْ علمته مِنْ خَدَمِهِ، وغير ذلك.

[مرضه]:

أما مرضه رحمه اللَّه، فكان ابتداؤه في ذي القعدة مِنْ سنة اثنين وخمسين وثماني مائة بعد أن بلغني -ممَّا لم أستحضره حين إثباته الآن- أنَّه قصَّ على جماعة مجلس الإملاء في ربيع الأول مِنَ السَّنة التي توفي فيها، أنَّه رأى في المنام بعض الرُّواة، وأظنه أبا مصعب، وأنَّه قدَّمَ إليه مائدة فيها عشرة أرغفة، العاشر منها مكسورٌ منه شيءٌ يسير، فأوَّلَهُ له بعضُ الحاضرين بعشرِ سنين تفاؤُلًا، فما كان إلَّا دون عشرة أشهر، ومات.

ونحوه أنَّ الكمال المجذُوب حضر إلى منزل شيخنا مرَّة في يوم جمعة باكِرَ النَّهار، مع أنَّه لم تَجْرِ عادتُه بمجيئه إلى منزله. نعم، رأيتُه جلس بين يديه مع الجماعة في مجلس الإملاء بالكاملية، وكتب كما تقدم، فلما حضرَ جلس في الزكاة بين البابين، وأغلق باب الزَّلاقة، وطرد مَنْ كان هناك مِنَ الخدم ونحوهم، واتَّفق ظهورُ شيخنا لمن ينتظره للقراءة ببابه، وكنَّا ثلاثة: ابن حسَّان. وابن قمر وأنا ثالثهما، فصادف الكمال بالباب، فجلس بجانب باب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015