مضى مِنْ نظمه فيمن اسمه إلياس، وكتب له صدرَ أجوبةٍ عَنْ أسئلة وردت عليه منه (?) ما نصُّه: وردت عليَّ كُراسة بعد أخرى بخط الفاضل البارع المحدث الأصيل الباهر، الذي ضاهى كَنيَّه في صِدْقِ اللَّهجة، الماهر الذي ناجى سميَّه فَفَدَاه بالمهجة، الأخير الذي فاق الأول في البصارة والنضارة والبهجة، أبي ذر أحمد ابن شيخنا الإِمام العلامة الحافظ، الذي اشتهر بالرِّعاية في الإمامة، حتى صار هذا الوصفُ له علامة، برهان الدين الحلبي. أمتع اللَّه المسلمين ببقائه وبقاء والده في خير وعافية بلا محنةٍ، وختم لي ولهما بخير، لا يعقبه إلا الاستقرار في الجنة.
وكتب له أيضًا ما نصُّه: وما التمسه -أبقاه اللَّه تعالى، وأدام النَّفْعَ به كما نفع بأبيه، وبلَّغه مِنْ خيري الدُّنيا والآخرة ما يرتجيه- مِنْ الإذن بالتدريس في الحديث النَّبوي، فقد حُصِّلت بغيته، وحققت طلبته، وأذنتُ له أن يُقرىء علومَ الحديث ممَّا عَرَفَه ودَريه مِنْ "شرح الألفية"، لشيخنا حافظ الوقت أبي الفضل ابن العراقي، ومما تلقَّفه مِنْ فوائد والده الحافظ برهان الدين، تغمده اللَّه تعالى برحمته، ومن غير ذلك ممَّا حصله بالمُطالعة، واستفاده بالمراجعة، وكذا غير "الشرح" المذكور مِنْ سائر علوم الحديث, وأن يدرس في معاني الحديث في كل كتاب قُرِىءَ لديه، ويفيد ما يعلمه مِنْ ذلك إذا قرأه هو أو سُمِعَ عليه. وأسأله أن لا ينساني مِنْ صالح دعواته في مجالس الحديث النبوي، واللَّه تعالى يجمعُ الشَّملَ به في خير وسلامة، آمين. وأرَّخ ذلك في العشر الأخير مِنْ رجب سنة اثنتين وأربعين وثماني مائة.
25 - أحمد بن إبراهيم بن نصر اللَّه، فاضي القضاة، عز الدين العسقلاني الحنبلي. قدمت كلام شيخنا فيه قُبيل أسماء شيوخه مِنَ الباب الثاني (?).