أرويها عن شيخي القطب الغوث في زمانه العارف بربه الباري سيدي محمد بن أحمد المكناسي الشهير بالمصطاري وهو عن شيخه أبي القاسم السفياني صاحب الكرامات الظاهرة //157// والأحوال الباهرة وهو عن شيخه سيدي محمد الشرقي عن شيخه عبد الله بن ساسي عن شيخه سيدي عبد الله القرواني عن شيخه عبد العزيز التباع عن شيخه المؤلف هو سيدي محمد بن سليمان الجزولي السملالي الشريف الحسني كان مقيما في عداد جزولة ثم في سملال وهي قبيلة من البربر بالسوس بالأقصى ثم أقام بفاس لطلب العلم وبها ألف كتاب دلائل الخيرات على ما قيل ثم خرج من فاس إلى الساحل فاجتمع به الولي الصالح أبو عبد الله محمد أمغار الصغير من أهل رباط نيط وهو عين القطر قرية بساحل بلاد أزمور في بلاد دكالة فتلقن منه الذكر وأخذ عنه الطريق وأمره بالخلوة فدخلها الجزولي وتعبد فيها نحو أربعة عشر سنة ثم خرج لنفع العباد في مكان يقال له ثغر أسفي فاهتدى به غاوون وتاب على يديه عاصوت وسلك به مريدون ثم رحل من //158// أسفى إلى المكان المعروف بأفق غال من بلاد مطرازه وأقام فيها على هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظهرت له معالم الأسرار وانتشر فضله في بلاد الغرب وثار وكثرت له الإتباع وامتد مدده في كثير من البقاع وذكر بعضهم أنه اجتمع عنده بين يديه من مريديه اثنا عشر ألف مريد وستمائة وخمسة وستون مريدا وكل قد ناله من الشيخ مدد واستمر مشتغلا بنشر طريق تاج العارفين سيدي أبي الحسن الشاذلي وإظهارها والإحتفال بها إلى أن توفاه الله تعالى إلى رحمته بأفوغال مسموما في صلاة الصبح في السجدة الثانية من الركعة الأولى وفي السجدة الأولى من الركعة الثانية سادس عشر ربيع في سنة 870 سبعين وثمانية ودفن في ذلك اليوم عقب صلاة الظهر في وسط مسجد كان هو قد أسسه هنالك ثم بعد مضي سبع وسبعين سنة من دفنه نقل من قبره إلى بلد مشهورة //158// يقال لها مراكش ودفن بمحل فيها يسمى برياض العروس وبني عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015