وعند المحدثين من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا (?).
غير أنهم افترقوا في تفسير هذا الاختلاف على ثلاثة مذاهب:
- فأكثرهم على أن تغيّرا طرأ على مخرج الضاد، فبانت ضادنا من الضاد التي وصفها سيبويه.
- ومنهم من قال بخطإ اللغويين العرب في تحديد مخرج هذا الصوت.
- أو أنهم كانوا يتحدثون عن ضاد مولّدة، لا الضاد الفصيحة (?).
وكان القدامى قد لمسوا ما في الضاد من صعوبة النطق، والتباس بصوت الظاء. قال مكي:
«والضاد يشبّه لفظها بلفظ الظاء ...
والضاد أصعب الحروف تكلفا في المخرج وأشدها صعوبة على اللافظ.» (?)
فكأن عسرها نطقا، واشتباهها بغيرها سمعا: هو ما جعل الناطقين يميلون إلى التقدم بمخرجها طلبا للسهولة وأمن اللبس.
ج- نبّه د. إبراهيم أنيس على أن الواو تخرج من أقصى اللسان وما يليه من الحنك مع استدارة الشفتين. قال: «أما مخرج الواو فليس الشفتين فقط كما ظن القدماء، بل هو في الحقيقة من أقصى اللسان حين يقترب من أقصى الحنك، غير أن الشفتين حين النطق بها تستديران ...