غزوة تبوك، التي كان لها أثرها الإعلامي الضخم , فهي وإن لم يجر فيها قتال وطعان، ولكنها قوة إعلامية هزت قوى الكفرة العالمية هزا عنيفا، جعلت ركائز النصرانية في جزيرة العرب تأتي مسالمة، فقد جاء وفد إليه ليمثل نصارى العرب في الجزيرة، وصادف وصول رسول قيصر إمبراطور الروم إلى تبوك ليعلن نفس الهدنة، وبذلك دانت جزيرة العرب للإسلام (?) ؛ وليس مهمة القوة الإعلامية والجهادية في الإسلام التدمير والقتل وسفك الدماء (?) ؛ إنما هي القوة الرادعة المرهوبة الجانب، التي تمكن لحرية البلاغ حتى يعرض دين الله على الناس، وهي القوة التي تلجم الطغاة الذين يريدون فتنة الناس عن دين الله وكبت حريتهم.
وهذا كله يؤكد لنا أهمية القوة التي ينبغي أن تقوم أولا لحماية النظام الإعلامي الإسلامي، ولحماية رجال الدعوة والإعلام في كل أرض، فالعملية الاتصالية ترتبط بالظرف الاتصالي وما يتأثر به في الجملة.