والمشكلات بناء على هذه المساهمة فقط بل هو أسلوب إعلامي رفيع المستوى، فهو يجذب الانتباه ويجعل المتلقي يقبل بكليته على سماع الرسالة، وفيه استثارة للعقل والوجدان لتقرير الحقائق وفق طبيعة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها؛ ولذا تعد البرامج الحوارية من أنجح البرامج الإعلامية وذلك لأنه كلما كان عدد الأفراد المشاركين في الموقف الاتصالي كبيرا كلما زادت البدائل المطروحة لحل المشكلة أو المسألة المثارة , وبالتالي يرتفع المستوى الإشباعي ويوفر الوقت والطاقة اللازمة للوصول إلى الاتفاق (?) .

ولقد كشف التحليل الإعلامي لخطب النبي صلى الله عليه وسلم أن من أهم دلالات هذه الخطب استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم لأسلوب الحوار والإقناع المشترك في خطبة الصفا، يقول صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟» (?) واستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في خطبة غزوة بدر وفي فتح مكة وفي حجة الوداع، والجدير بالذكر أن هذا الأسلوب قد جاء في كتاب الله تعالى مشتملا على أنواع الحوار المختلفة، والذي يهمنا في هذا المقام هو الحوار المفتوح الذي يفجر خفايا الطاقات العقلية والإبداعية ويحقق التوازن والاتفاق والتآلف والانسجام بين أفراد المجتمع، فالحوار المفتوح تسمى فيه الأشياء بأسمائها، وتقال الحقيقة كاملة وتورد حجج الفريقين، لقد تعلم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب من القرآن الكريم وطبقه بفاعلية في حركة البلاغ المبين بالدعوة الإسلامية لبث الحقائق والمعلومات والآراء بين الناس، وهذا هو جوهر الإعلام (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015