ذَلِكَ أَنْ يُقِرُّوا بِأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَإِذَا لَمْ يُقِرُّوا بِأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، كَانَ احْتِجَاجُهُمْ بِمَا قَالَهُ كَاحْتِجَاجِهِمْ بِسَائِرِ مَا يَقُولُهُ مَنْ لَيْسَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، بَلْ مِنَ الْكَذَّابِينَ، أَوْ مِنَ الْمَشْكُوكِ فِي صِدْقِهِمْ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ عُرِفَ كَذِبُهُ عَلَى اللَّهِ فِيمَا يَقُولُ: إِنَّهُ يُبَلِّغُهُ عَنِ اللَّهِ أَوْ شُكَّ فِي صِدْقِهِ، لَا يُعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَا أَنَّهُ صَادِقٌ فِي كُلِّ مَا يَقُولُهُ، وَيُبَلِّغُهُ عَنِ اللَّهِ، وَإِذَا لَمْ يُعْلَمْ ذَلِكَ مِنْهُ لَمْ يُعْرَفْ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ إِلَيْهِ شَيْئًا، بَلْ إِذَا عُرِفَ كَذِبُهُ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ إِلَيْهِ شَيْئًا وَلَا أَرْسَلَهُ، كَمَا عُرِفَ كَذِبُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، وَالْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ، وَطُلَيْحَةَ الْأَسَدِيِّ، وَكَمَا عُرِفَ كَذِبُ مَانِي، وَأَمْثَالِهِ،