الشِّرْكِ عَنْهُمْ، بَلْ مَعَ امْتِنَاعِهِ لِأَنَّهُمْ قَدْ مَاتُوا ; لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ مِنَ الشِّرْكِ بِهِ.

وَقَالَ - تَعَالَى -: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ - بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 64 - 66] فَهَذَا خِطَابٌ لِلْجَمِيعِ. وَذَكَرَ هُنَا لَفْظَ إِنَّ لِأَنَّهُ خِطَابٌ لِمَوْجُودٍ. وَهُنَاكَ خَبَرٌ عَنْ مَيِّتٍ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ} [يونس: 94] لَا يَدُلُّ عَلَى وُقُوعِ الشَّكِّ، وَلَا السُّؤَالِ، بَلِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَكُنْ شَاكًّا وَلَا سَأَلَ أَحَدًا مِنْهُمْ بَلْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَشُكُّ وَلَا أَسْأَلُ» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015