قال فيها: مررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزمًا (?)، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله: ((لقد رأى ابن الأكوع فزعًا))، فلما غشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوه القوم فقال: ((شاهت الوجوه)) (?)، فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة، فولّوا مدبرين، فهزمهم الله، وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائمهم بين المسلمين)) (?)، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن (?)، بل ذكر النووي – رحمه الله – وغيره أنه كان عدد سراياه - صلى الله عليه وسلم - التي بعثها ستًّا وخمسين سرية، وسبعًا وعشرين غزوة، وقاتل في تسع من غزواته (?).

وهكذا أصحابه - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان، فينبغي للمجاهدين أن يقتدوا بنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015