ونزونا على سعد بن عبَادَة، فَقَالَ قائلٌ مِنْهُم: قتلتم سعد بن عبَادَة. فَقلت: قتل الله سعد بن عبَادَة. قَالَ عمر: وَإِنَّا وَالله مَا وجدنَا فِيمَا حَضَرنَا من أمرنَا أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إِن فارقنا الْقَوْم وَلم تكن بيعةٌ أَن يبايعوا رجلا مِنْهُم بَعدنَا، فإمَّا تابعناهم على مَا لَا نرضى، وَإِمَّا أَن نخالفهم فَيكون فسادٌ، فَمن بَايع رجلا على غير مشورةٍ من الْمُسلمين فَلَا يُتَابع هُوَ وَلَا الَّذِي بَايعه تغرة أَن يقتلا.

وَزَاد فِي رِوَايَة البرقاني بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرجه بِهِ البُخَارِيّ: قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي عُرْوَة بن الزبير أَن الرجلَيْن اللَّذين لقوهما عويم بن سَاعِدَة، ومعن بن عدي، فَأَما عويم بن سَاعِدَة. فَهُوَ الَّذِي بلغنَا أَنه قيل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من الَّذين قَالَ الله فيهم: {فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَالله يحب المطهرين} [سُورَة التَّوْبَة] فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " نعم الْمَرْء عويم بن سَاعِدَة "، وَلم يبلغنَا أَنه ذكر غير عويم بن سَاعِدَة. واما معن بن عدي فَبَلغنَا أَن النَّاس بكوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين توفاه الله، وَقَالُوا: لَوَدِدْنَا أَنا متْنا قبله، نخشى أَن نفتن بعده، فَقَالَ معن بن عدي: لكني وَالله مَا أحب أَنِّي مت قبله حَتَّى أصدقه مَيتا كَمَا صدقته حياًّ، فَقتل معن بن عدي بِالْيَمَامَةِ يَوْم مُسَيْلمَة الْكذَّاب.

هُوَ عِنْد مُسلم مُخْتَصر حَدِيث الرَّجْم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015