الْجنَّة، فَيَقُول: وَهل أخرجكم من الْجنَّة إِلَّا خَطِيئَة أبيكم، لست بِصَاحِب ذَلِك، اذْهَبُوا إِلَى ابْني إِبْرَاهِيم خَلِيل الله، قَالَ: فَيَقُول إِبْرَاهِيم: لست بِصَاحِب ذَلِك، إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء، اعمدوا إِلَى مُوسَى، اعمدوا إِلَى مُوسَى، إِلَى الَّذِي كَلمه الله تكليماً. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُول: لست بِصَاحِب ذَلِك، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كلمة الله وروحه، فَيَقُول عِيسَى: لست بِصَاحِب ذَلِك، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا، فَيُؤذن لَهُ، وَترسل الْأَمَانَة وَالرحم، فيقومان جَنْبي الصِّرَاط يَمِينا وَشمَالًا، فيمر أولكم كالبرق " قَالَ: قلت: بِأبي وَأمي، أَي شَيْء كمر الْبَرْق؟ . قَالَ: " ألم تروا إِلَى الْبَرْق كَيفَ يمر وَيرجع فِي طرفَة عين، ثمَّ كمر الرّيح، ثمَّ كمر الطير وَشد الرِّجَال، تجْرِي بهم أَعْمَالهم، ونبيكم قائمٌ على الصِّرَاط يَقُول: رب سلم سلم، حَتَّى تعجز أَعمال الْعباد، حَتَّى يَجِيء الرجل فلايستطيع السّير إِلَّا زحفاً، قَالَ: وَفِي حافتي الصِّرَاط كلاليب معلقَة مأمورةٌ بِأخذ من أمرت بِهِ، فمخدوش ناجٍ، ومكدوسٌ فِي النَّار " وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، إِن قَعْر جَهَنَّم لسَبْعين خَرِيفًا.
2389 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بارزاً للنَّاس، فَأَتَاهُ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِيمَان؟ قَالَ: " أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتابه ولقائه وَرُسُله، وتؤمن بِالْبَعْثِ الآخر " قَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِسْلَام؟ قَالَ: " أَن تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، وَتُؤَدِّي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة، وتصوم رَمَضَان " قَالَ: يَا رَسُول الله، وَمَا الْإِحْسَان؟ قَالَ: " أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ، فَإنَّك إِلَّا ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك " قَالَ: يَا رَسُول الله، مَتى السَّاعَة؟ قَالَ: " مَا الْمَسْئُول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل، وَلَكِن سأحدثك عَن أشراطها: إِذا ولدت الْأمة رَبهَا، فَذَاك من أشراطها. وَإِذا كَانَت العراة الحفاة رُؤُوس النَّاس، فَذَاك من أشراطها، وَإِذا تطاول رعاء البهم فِي الْبُنيان، فَذَاك من أشراطها، فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله، ثمَّ تَلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم