كَانَ فدُعي، قَالَ: مُنْذُ كم؟ قَالَتْ: مُنْذُ سنة، فَقَالَ: الْحَمد لله عَلَى تَمام النِّعْمَة، قَالَ: هَلْ لَك فِي التَّزْوِيج؟ قَالَتْ: وَالله مَا كَانَ ذَاك رَأْيِي، وَلَكِن لَك فَنعم، فتزوجَّها.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هفان، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: دَخَلَ العَتّابي عَلَى عَبْد اللَّه بْن طَاهِر فأنشده:
حَسَن ظَنِّي وَحسن مَا عوّد ال ... لَهُ سوائي بك الْغَدَاة أَتَى بِي
أَي شيءٍ يكون أحسن من حس ... نِ يَقِين حدا إِلَيْكَ ركابي
فَأمر لَهُ بجائزة، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مرّة أُخْرَى فأنشده:
جُودُك يَكْفِينيكِ فِي حَاجَتِي ... ورُؤْيَتِي تَكْفِيكَ مِنِّي السؤالِ
كَيْفَ أَخْشَى الفَقْر مَا عِشْتَ لِي ... وإنّما كَفّاكَ لِي بيتُ مالِ
فَأَجَازَهُ أَيْضا، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ الْيَوْم الثَّالِث فأنشده:
أكسني مَا يبيد أصلحك الل ... هـ فإِنِّي أكسوك مَا لَا يبيدُ
فَأَجَازَهُ وكساه وَحمله.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم الحكيمي، أَبُو عَبْد اللَّه الْكَاتِب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن هِشَام، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طَاهِر يَوْمَا، وَدخل مُحَمَّد بْن عِيسَى الْكَاتِب، فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أَعْطوهُ قدحاً، فَأبى وَاعْتذر، فَقيل عذره وَجلسَ وغنينا وشربنا، ثُمَّ تغنى كُنيز دبة صَوتا فَالْتَفت أَبُو الْعَبَّاس وَنظر إِلَى قدحٍ فِيهِ أربعةُ أرطالٍ فِي يَد مُحَمَّد بْن عِيسَى فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا جَعْفَر؟ فَقَالَ: أعز اللَّه الْأَمِير، لي وَلِهَذَا الشّعْر حَدِيث، كنتُ مَعَ أبي الْعَبَّاس عَبْد اللَّه بْن طَاهِر جَالِسا فَشَكا إليَّ وجدَه وعِشْقه لإِنْسَان فَقَالَ:
أعْيانِيَ الشّادِنُ الربيبُ
فَقلت: دَارِه، فَقَالَ:
أكتبُ أشْكو فَلا يجيبُ
فَقلت: دَاوه، فَقَالَ:
فكيفَ أرجُو دواءَ دائِي ... وإنّما دَائِيَ الطبيبُ
ثُمَّ افْتَرقَا فَلم أسمع أحدا يذكرهُ حَتَّى سمعتُ هَذَا يُغني بِهِ السَّاعَة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن