يَوْم الْقِيَامَة وأوداجه تشخُبُ دَمًا: اللونُ لونُ دمٍ والريحُ ريحُ مسكٍ. وَيجمع الْكَلم أَيْضا مثل فَلْس وَفُلوس، وصَقْر وصُقور، وَمثله كَثِير. وَمن الكلوم قَول بعض الشُّعَرَاء:
فَلَو أنّ قولا يكلِمُ الجلدَ قد بدا ... بِجلديَ من قولِ الوشاةِ كُلومُ
وَقَوله " سائرُهُ " يَعْنِي أَنَّهُ يبْقى سَائِر الْكَلَام يريدُ الْحِكَم السائرة من الْكَلم، يُقال: قولٌ سَائِر ومثلٌ سَائِر، وَقَوله " سائرهُ " بَدَل من الْكَلم تابعٌ لَهُ فِي إعرابه كَقَوْلِك يُعجبني القَوْل بليغُهُ.
حَدَّثَنَا أبي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الْخُتَلَّي، أَخْبَرَنَا عمي يَعْنِي النَّسَائِيّ قَالَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بن عبد الحميد المهراني قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن صَالِح الوحاظي قَالَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عيّاش قَالَ: حَدَّثَنِي بشر بن عبد الله بن سيّار أنَّ رجلا من بني إِسْرَائِيل حَضَره الْمَوْت، فَرَأى جزع امْرَأَته عَلَيْهِ فَقَالَ: أتحبين أَن لَا أُفَارِقك؟ قَالَت: نعم، قَالَ: فاصنعي لي تابوتًا ثُمَّ اجعليني فِي بَيْتك هَذَا فَإِنَّهُ لَا يتَغَيَّر جَسَدِي، فَفعلت، فاطلعت بعد زمانٍ فَإِذا هِيَ بِإِحْدَى أُذُنَيْهِ قد أُكِلَتْ، فَقَالَت: فلانٌ مَا كذبتني قبلهَا، قَالَ: فاستأذنَ ربه عَزَّ وَجَلَّ فردَّ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ روحه، فَقَالَ لَهَا: إِن الَّذِي رَأَيْت من أُذُنِي أَنِّي سمعتُ ملهوفًا يَوْمًا من الْأَيَّام يستغيثُ فَلم أُغِثْهُ فأُكلت أُذُنِي الَّتِي كَانَت تليه.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَة الأَزْدِيّ قَالَ، حدّثنا عبد الله ابْنِ أُخْتِ أَبِي الْوَزِيرِ عَنِ أبي مُحَمَّد الشَّامي قَالَ: كنتُ غُلَاما فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز، فلمَّا أَخذ عمر فِي ردّ المظالِم غلظ ذَلِكَ على أهل بَيته وعَلى جَميع قُرَيْش، فَكتب إِلَيْهِم عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام:
فأبلغَ هشاماً والّذين تجمّعوا ... بدابق لاسلمتم آخر الدَهْرِ
ويروى:
فَقل لهشامٍ وَالَّذين تَجمّعوا ... بدابق موتوا لَا سلمتمْ يَدَ الدَّهرِ
فأنْتُم أَخذتم حَتْفَكُمْ بأكفّكم ... كباحثةٍ عَن مديةٍ وَهِي لَا تَدْرِي
عشيَّةَ بايعتم إِمَامًا مُخَالفا ... لَهُ شجنٌ بَين الْمَدِينَة والْحِجر
فَأَجَابَهُ بعض ولد مَرْوَان عَن هِشَام بن عبد الْملك:
لَئِن كَانَ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ هُوَ الردى ... فَمَا أَنْت فِيهِ ذُو غناء وَلَا وفر
وأنتَ من الريش الذنابي وَلم تكن ... من الجزلة الأولى وَلَا وسَطِ الظّهْر
ونحنُ كَفَيْنَاك الأمورَ كَمَا كفى ... أَبونَا أَبَاك الْأَمر فِي سالِفِ الدّهر