دخلُوا دَار جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس فَجَاءُوا إِلَى بنته آمِنَة وَهِي عَجُوز كَبِيرَة قد بلغت تسعين سنة، فَلَمَّا رأتهم قَالَت: اذْهَبُوا بِي إِلَيْهِ فَإِنَّهُ ابْن خَال جدتي أم الْحُسَيْن بنت جَعْفَر بْن الْحسن بْن الْحسن بْن عَليّ، قَالُوا: بل أمرنَا بقتلك فَقَتَلُوهَا.
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد الْعَبَّاسُ قَالَ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْن خبيق قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنْشِدْنِي ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ غَرِيبَةٍ، قَالَ: أُنْشِدُكَهَا بِثَلاثِينَ أَلْفًا تَدْفَعُهَا إِلَيَّ، قَالَ: حَتَّى تُنْشِدَ وَأَسْمَعَ، قَالَ: فَأَنَا أَقُولُ وَتَسْمَعُ وَأَنْتَ الْحَكَمُ، فَأَنْشَدَهُ أَبْيَاتٍ الأَفْوَهِ الأَوْدِيِّ:
بَلَوْتُ النَّاسَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ ... فَلَمْ أَرَ غَيْرَ خَتَّالٍ وَقَالِ
وَلَمْ أَرَ فِي الْخُطُوبِ أَشَدَّ ضَرًّا ... وَأَضْنَى مِنْ مُعَادَاةِ الرِّجَالِ
وَذُقْتُ مَرَارَةَ الأَشْيَاءِ طُرًّا ... فَمَا شَيْءٌ أَمَرُّ مِنَ السُّؤَالِ
قَالَ: فَحَكَمَ لَهُ وَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَلاثِينَ أَلْفًا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ قَاضِي الْكُوفَةِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ: لأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَكَلامُ أهل الْجنَّة عَرَبِيّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى الْخُتَّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى السَّاجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِي عَن عَبد الْحَمِيدِ بْنِ الْحَسَنِ الْهِلالِيِّ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا الْعلم؟ قَالَ: بِلِسَان سؤول وَقَلْبٍ عَقُولٍ.
وأنشدنا أَبُو بكر قَالَ أَنْشدني أَبِي رَحْمَة الله عَلَيْهِ:
أعاتب ذَا الْمُرُوءَة من صديقي ... إِذا مَا رَابَنِي مِنْهُ اجْتِنَاب
إِذا ذهب العتاب فَلَيْسَ ود ... يبْقى الود مَا بَقِي العتاب
وأنشدني أَبِي:
أعاتب من أُبْقِي على حفظ وده ... وَلَا قدر عِنْدِي للَّذي لَا أعاتبه
وأنشدني أَبِي:
إِن بعض العتاب يدني من ... العتب ويؤذي بِهِ الْمُحب الحبيبا
وَإِذا مَا الْقُلُوب لم تضمر الود ... د فَلَنْ يعْطف العتاب القلوبا