يزِيد النَّاس خيرا كل يومٍ ... وَترجع يَا شريك إِلَى وَرَاء
وأنشدنا أَبُو بكر قَالَ أنشدنا أَحْمَد بْن يحيى عَن ابْن الْأَعرَابِي:
وَلَقَد سبرت النَّاس ثُمَّ خبرتهم ... وَعلمت مَا عرفُوا من الْأَسْبَاب
فَإِذا الْقَرَابَة لَا تقرب قَاطعا ... وَإِذا الْمَوَدَّة اقْربْ الْأَنْسَاب
حَدثنَا أَبُو بكر قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا زِلْنَا نَسْمَعُ حَدِيثَ عُمَرَ بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ هَذَا إِنَّهُ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ يَطُوفُ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا، إِذْ مَرَّ بأمرأةٍ مِنْ نِسَاءِ الْعَرَبِ مُغْلِقَةٍ عَلَيْهَا بَابَهَا وَهِيَ تَقُولُ:
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ تَسْرِي كَوَاكِبُهُ ... وَأَرَّقَنِي أَنْ لَا ضجيع ألاعبه
أَلا عبه طَوْرًا وَطَوْرًا كَأَنَّمَا ... بَدَا قَمَرٌ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ حَاجِبُهُ
يُسَرُّ بِهِ مَنْ كَانَ يَلْهُو بِقُرْبِهِ ... لَطِيفُ الْحَشَا لَا تَجْتَوِيهِ صَوَاحِبُهُ
فو الله لَوْلا اللَّهُ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... لَنُقِّضَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ
وَلَكِنَّنِي أَخْشَى رَقِيبًا مُوَكَّلا ... بِأَنْفُسِنَا لَا يَفْتُرُ الدَّهْرَ كَاتِبُهُ
ثُمَّ تَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاءَ، وَقَالَتْ: لَهَانَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَحْشَتِي وَغَيْبَةُ زَوْجِي عَنِّي، وَعُمَرُ وَاقِفٌ يَسْتَمِعُ قَوْلَهَا، فَقَالَ لَهَا: يَرْحَمُكِ اللَّهُ يَرْحَمُكِ اللَّهُ، ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهَا بِكُسْوَةٍ وَنَفَقَةٍ، وَكَتَبَ فِي أَنْ يَقْدَمَ زَوْجُهَا عَلَيْهَا.
أنشدنا أَبُو بكر قَالَ أَنْشدني أَبِي رَحمَه الله:
اسلك من الط ... المناهج ... واصبر وَإِن حملت لَا عج
انبذ همومك لَا تضق ... ذرعًا بهَا فلهَا مفارج
راقض الحوائح مَا اسْتَطَعْت وَكن لَهُم أَخِيك فارج
فلخير أَيَّام الْفَتى ... يَوْم قضى فِيهِ الْحَوَائِج
وأنشدني ... رَحْمَة الله:
لَيْسَ فِي كل ساعةٍ وَأَوَان ... تتهيا صنائع الْإِحْسَان
فَإِذا أمكنت فبادر إِلَيْهَا حذرا من تعذر الْإِمْكَان
وأنشدني أَبِي رَحمَه الله:
وَإِنِّي ليثنيني عَن الْجَهْل والخنا ... وَعَن شتم أَقوام خلائق أَربع