دِينًا " الْمَائِدَة:3 أَن يوفقني للصَّوَاب ويسددني للرشاد، ويلهمني الرأفة بكم وَالْإِحْسَان إِلَيْكُم، ويفتحني لإعطائكم وَقسم أرزاقكم بِالْعَدْلِ عَلَيْكُم فَإِنَّهُ سميع مُجيب.
حَدثنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن يزِيد الطَّبَرِيّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ حَدَّثَنَا عبيد بْن إِسْحَاق الْعَطَّار قَالَ حَدَّثَنَا نصر بْن كثير قَالَ: دخلت على جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَلَيْهِمَا السَّلَام أَنا وسُفْيَان الثَّوْريّ مُنْذُ سِتِّينَ سنة أَو سبعين سنة فَقلت لَهُ: إِنِّي أُرِيد الْبَيْت الْحَرَام فعلمني شَيْئا أَدْعُو بِهِ، قَالَ: إِذا بلغت الْبَيْت الْحَرَام فضع يدك على حَائِط الْبَيْت ثُمَّ قل: يَا سَابق الْفَوْت، وَيَا سامع الصَّوْت، وَيَا كاسي الْعِظَام لَحْمًا بعد الْمَوْت، ثُمَّ ادْع بعده با شِئْت؛ فَقَالَ لَهُ سُفْيَان شَيْئا لم أفهمهُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: يَا سُفْيَان أَو يَا أَبَا عَبد اللَّه، إِذا جَاءَك مَا تحب فَأكْثر من الْحَمد لله وَإِذا جَاءَك مَا تكره فَأكْثر مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَإِذا اسْتَبْطَأَتْ الرزق فَأكْثر من الاسْتِغْفَار.
قَالَ القَاضِي: كنت مُنْذُ سِنِين كَثِيرَة دَعَوْت الله عز وَجل وَقلت يَا سَابق الْفَوْت، وَقلت فِي وقتٍ آخر: يَا سَابق كل فوتٍ، وَكَانَ عِنْدِي أَنه شَيْء خطر لي وَلم أكن ذَاكِرًا لهَذِهِ الرِّوَايَة وَلَا عَالما بهَا فِي الْوَقْت، فاستحسنت هَذِه الدعْوَة ثُمَّ وَجدتهَا عِنْدِي فِي مَا سمعته وكتبته ورويته. وَحكى لي بعض بني الْفُرَات عَن رجلٍ مِنْهُم، أَو من غَيرهم، أَنه كَانَ بِحَضْرَة أَبِي جَعْفَر الطَّبَرِيّ رَحمَه الله قبل مَوته وَتُوفِّي بعد سَاعَة أَو أقل مِنْهَا، فَذكر لَهُ هَذَا الدُّعَاء عَن جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَلَيْهِمَا السَّلَام فاستدعى محبرة وصحيفة فكتبها، فَقيل لَهُ أَفِي هَذِه الْحَال؟ فَقَالَ: يَنْبَغِي للْإنْسَان أَن لَا يدع اقتباس الْعلم حَتَّى يَمُوت.
أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ عَنْ أَبِيه عَن السَّائِب ين يَزِيدَ قَالَ: لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَارِيَ يَتَغَنَّيْنَ يَقُلْنَ: حَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِنَّ ثُمَّ دَعَاهُنَّ فَقَالَ: لَا تَقُلْنَ هَكَذَا، قُلْنَ: حَيَّانَا اللَّهُ وَحَيَّاكُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرَخِّصُ لِلنَّاسِ فِي هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ نِكَاحٌ لَا سِفَاحٌ، أَشِيدُوا بِالنِّكَاحِ.
قَالَ القَاضِي: وَقد ذكرنَا فِي غير مَوضِع من كتبنَا غناء النصب وماجاء فِيهِ من