الْمَنوِي والمتروك. وَأما قَول الْعَبْسِي " تفقت عينه " فَإِنَّهُ ترك الْهَمْز فِي هَذِه الْكَلِمَة وَهُوَ أصل فِيهَا، قَالَ الشَّاعِر:

تفقأ فَوْقه قلع السَّوَارِي ... وجن الخازباز بِهِ جنونا

وَقد يتْرك الْهَمْز كثيرا وخاصة فِي الشّعْر كَقَوْل الشَّاعِر:

وَكنت أَبَا ستةٍ كالبدور ... أفقي بهم أعين الحاسدينا

بَيت شرِيف فِي امْرَأَة خفرة

حَدثنَا عَبد اللَّه بْن مَنْصُور الْحَارِثِيّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّاء الْغلابِي، قَالَ حَدَّثَنَا مهْدي بْن سابقٍ، قَالَ حَدَّثَنِي الهَيْثَم بْن عَدِيّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْد صَالح بْن حسان فَقَالَ: أنشدوا بَيْتا شريفًا فِي امرأةٍ خفرة، قُلْنَا قَول حَاتِم الطَّائِي:

يضيء لَهَا الْبَيْت الظليم خصَاصَة ... إِذا هِيَ يَوْمًا حاولت أَن تبسما

فَقَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا الْبَيْت. قُلْنَا قَول الْأَعْشَى:

كَأَن مشيتهَا من بَيت جارتها ... مر السحابة لَا ريث وَلَا عجل

قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا. قُلْنَا بَيت ذِي الرمة:

تنوء بأولاها فلأيا قِيَامهَا ... وتمشي الهوينا من قريب فتبهر

قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا. قُلْنَا: مَا عندنَا شَيْء، قَالَ بَيت أَبِي قيس ابْن الأسلت:

ويكرمنها جاراتها فيزرنها ... وتعتل عَن إتيانهن فَتعذر

أحسن بَيت فِي وصف الثريا

ثمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ أحسن بيتٍ وصفت بِهِ الثريا؟ قُلْنَا بَيت ابْن الزُّبَيْر:

وَقد لَاحَ فِي الجو الثريا كَأَنَّهُ ... بِهِ راية بَيْضَاء تخفق لِلطَّعْنِ

فَقَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا، قُلْنَا: بَيت امْرِئ الْقَيْس:

إِذا مَا الثريا فِي السَّمَاء تعرضت ... تعرض أثْنَاء الوشاح الْمفصل

قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا، قُلْنَا: بَيت ابْن الطثرية:

إِذا مَا الثريا فِي السَّمَاء كَأَنَّهَا ... جمان وَهِي من سلكه فتسرعا

قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا؛ قُلْنَا قَول ذِي الرمة:

وردتاعتسافاً والثريا كَأَنَّهَا ... على قمة الرَّأْس ابْن مَاء محلق

يدف على آثارها دبرانها ... فَلَا هُوَ مَسْبُوق وَلَا هُوَ يلْحق

بِعشْرين من صغري النُّجُوم كَأَنَّهَا ... وإياه فِي الجرباء لَو كَانَ ينْطق

قلاص حداها رَاكب متعمم ... هجائن قد كَادَت عَلَيْهِ تفرق

قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا؛ قُلْنَا: مَا عندنَا شيءن قَالَ بَيت أَبِي قيس ابْن الأسلت:

وَقد لَاحَ فِي الجو الثريا لمن رأى ... كعنقود ملاحيةٍ حِين نورا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015