إِذا بَركت على نشزٍ وَأَلْقَتْ ... عسيب جِرَانهَا كعصا الهجين
والمسنمة من الْإِبِل: الْعَظِيمَة الأسنمة؛ والمسومة من الْخَيل: المحسنة المهيأة. وَقيل فِي قَول اللَّه عز وَجل: " واتلخيل المسومة " آل عمرا:14 هِيَ المطهمة، أَي الَّتِي يَعْنِي بهَا ويقام عَلَيْهَا، وَالْغنم المزنمة: ذَوَات الزنمات الَّتِي تَحت ألحيها الزنمات. وعسيب الجران: الْحُلْقُوم، والجران: بَاطِن الْعُنُق.
حَدثنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم الكوكبي، قَالَ حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سعدٍ قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بْن يحيى بْن خَالِد بْن يزِيد بْن مثنى الْمروزِي، قَالَ حَدَّثَنِي مَنْصُور بْن طَلْحَة بْن طاهرٍ بْن الْحُسَيْن، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن طَاهِر قَالَ: عجبني أَمِير الْمُؤمنِينَ من رُؤْيا رَآهَا، فَسَأَلته عَنْهَا فَذكر أَنه رأى فِي مَنَامه كَأَن رجلا جلس مجْلِس الْحُكَمَاء فَقلت لَهُ: من أَنْت؟ قَالَ: أَنا أرسطاطاليس الْحَكِيم، فَقلت لَهُ: أَيهَا الحك مَا أحسن الْكَلَام؟ قَالَ: مَا يَسْتَقِيم فِي الرَّأْي قلت: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: مَا يستحسنه سامعه، قلت: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: مَا لَا تخشى عاقبته، قلت: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ لَا ثُمَّ. قَالَ الْمَأْمُون: لَو كَانَ حَيا مَا كَانَ يتَكَلَّم بِأَكْثَرَ مِمَّا تكلم بِهِ.
وَحدثنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم الكوكبي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحسن الْأَشَج قَالَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوب الْكِنْدِيّ قَالَ: رَأَيْت جالينوس فِيمَا يرى النَّائِم فَقلت بِأبي أَنْت، رجل من الْمُلُوك اعتل لَا يُبرئهُ إِلَّا فتح الباسليق وَلَيْسَ يُوجد لَهُ فَمَا ترى؟ قَالَ: افْتَحْ لَهُ عرقًا بَين الْخِنْصر والبنصر يُقَال لَهُ الأسيلم، قَالَ الْكِنْدِيّ: فَأَنا أول من فصد الأسيلم.
حَدثنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا أحم بْن عبيدٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قدم أَعْرَابِي من الْبَادِيَة فَوقف على النَّاس فَقَالَ: أَنا عكاب بْن عدينة أبوت عشرَة وأخوت عشرَة، وَكنت مفزعًا للجمة، مقنعا للهمة، أهنأ الْفَقِير، وأفك الْأَسير، وأذيل العسير، فانباق عَليّ الدَّهْر متخوفًا لإخوتي وبنيه يوديهم وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى اخترم ظهرتي، وأفنى عمارتي، وأساف ماليه، وأباد رجاليه، وَكنت أورد إبلي سحرًا، وأصدرها طفْلا، عكرًا دثرًا، ومالا وفرًا، قَليلَة الْفرش والإفال، حَسَنَة الْحِلْية والفحال، فانتسفها الزَّمَان، واجتملها الْحدثَان، حبجًا وغدة، فقرع مراحي، وفنت أوضاحي، فَهَل من راحمٍ أَخا جهدٍ ولأواء وشصاصاء، شملكم الله بإسباغ الرزق.
تَفْسِير حَدِيث الْأَعرَابِي قَالَ أَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي قَوْلهم: أبوت وأخوت مَعْنَاهُ كنت أَبَا لعشرة وأخا لعشرة. وَقَوله: أهنأ الْفَقِير: أصلح شَأْنه؛ قَالَ القَاضِي: وَأَصله من الهناء الَّذِي تطلى بِهِ الْإِبِل من