لِشُكْرِ معروفٍ سَلَفَ، أَوْ لأمرٍ يُؤْتَنَفُ، أَوْ لِحَدِيثٍ يُطَّرَفُ.
حَدثنَا مُحَمَّد بْن زيادٍ الْمقري قَالَ سَمِعت أَحْمَد بْن صَالح النَّحْوِيّ السَّرخسِيّ قَالَ، سَمِعت المَسْعُودِيّ يَقُول، قَالَ الْمَأْمُون: يخْتَلف إِلَى النَّاس لأربعة أَشْيَاء: لصِحَّة شرفٍ، أَو لعلمٍ مطرف، أَو لأمرٍ مؤتنفٍ، أَو لمعروفٍ قد سلف.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أستاذ الْهَرَوِيّ، قَالَ سَمِعت عَبد اللَّه بْن عُرْوَة يَقُول، سَمِعت أَبَا عشانة يَقُول: لما قتل عَليّ بْن الجهم وجد فِي جيبه رقْعَة فِيهَا:
يَا وحشتا للغريب فِي الْبَلَد لنا ... زح مَاذَا بِنَفسِهِ صنعا
فَارق أحبابه فَمَا انتفعوا ... بالعيش من بعده وَلَا انتفعا
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن محمدٍ الْبَزَّاز قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خَلَف قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوق الْعَتكِي عَن عبد الْوَاحِد بْن غياث أَو آخر غَيره ذهب عني اسْمه الْعَتكِي يَقُول هَذَا قَالَ: قد دخلت دَار المورياني لَيْلًا فَسمِعت قَائِلا يَقُول:
أُفٍّ للدنيا وتف ... كل من فِيهَا يلف
فَأَجَابَهُ آخر:
لم تقل وَالله شَيْئا ... إِن فِيهَا من يعف
مِنْهُم القَاضِي وَيحيى ... والهجيمي المخف
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفرج: القَاضِي معَاذ بْن معَاذ، وَيحيى بْن سعيد الْقطَّان، وخَالِد بْن الْحَارِث الهُجَيْمِي.
قَالَ القَاضِي: أُفٍّ عِنْد جُمْهُور أهل الْعلم كلمة يَقُولهَا الْمَرْء عِنْد الشَّيْء يضجره أَو يتبرم مِنْهُ ويتقذره، وتف بمعناها، وَقيل إِنَّهَا إتباع لأفٍ مثل حسن بسن وعطشان نطشان. وَقيل هِيَ بِمَعْنى النتن، وَقيل التف الشَّيْء الحقير نَحْو الشظية تُؤْخَذ من الأَرْض. وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين فِي علم الْعَرَبيَّة الأف وسخ الظفر، والتف وسخ الْأذن. وَقَالَ الله تَعَالَى: " فَلا تَقُلْ لَهُمَا أفٍ " الْإِسْرَاء:23 وَأَتَتْ هَذِه اللَّفْظَة فِي مَوَاضِع عدةٍ من الْقُرْآن وفيا لُغَات عدَّة وقراءات مُخْتَلفَة، وَقد ذكرنَا هَذَا مستقصى فِي مَوَاضِع من كتبنَا.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ تِسْعِينَ وثلاثمائةٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا