مغتنمو كسب كلّ محمدة ... وَالْكَسْب للحمد خَيْر مغتنم
فاحتكم عَلَيْهِ عزل إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنِ الْبَصْرَة، فَعَزله عَنْهَا، وَأمر لِابْنِ أبي عُيَيْنَة بِمِائَة ألف دِرْهَم عونًا لَهُ عَلَى سَفَره، وَقَالَ ابْن أبي عُيَيْنَة فِي عزل إِسْمَاعِيل:
لَا تعدم الْعَزْل يَا أَبَا حَسَن ... وَلَا هزالًا فِي دولة السّمن
وَلَا انتقالا من دَار عَافِيَة ... إِلَّا إِلَى ديار الْبلَاء والفتن
أَنَا الَّذِي إِذَا كفرت نعْمَته ... أذبتُ مَا فِي جنبيك من عُكن
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: قَالَ: أَخْبرنِي الطُّوسيّ، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: السيوز الَّتِي بَين آذان الدَّلْو والعراقي هِيَ الوذم، يُقَالُ فِيهَا: أوذمت الدَّلْو إِذَا شددتها، والخشبتان اللَّتَان تعترضان عَلَى الدَّلْو كالصليب هما العرقوتان يُقَال: عرقيت الدَّلْو عرقاة إِذَا شددتهما عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم، قَالَ: دَخَلَ المعتصم يَوْمَا إِلَى خاقَان غرطوج يَعُوده، فَرَأى ابْنه الْفَتْح وَهُوَ صبي لم يثغر، فمازحه فَقَالَ: أَيهمَا أحسن دَاري أَوْ داركم؟ فَقَالَ لَهُ الْفَتْح: يَا سَيِّدي دَارنَا إِذَا كنت فِيهَا أحسن، فَقَالَ المعتصم: لَا أبرحُ وَالله أَوْ يُنْثَر عَلَيْهِ مائَة ألف دِرْهَم، فَفُعِل ذَلِكَ.
سَمِعت عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان الشهوري، يَقُولُ: سَمِعت ابْن اتيكين صَاحب الشرطة بِبَغْدَاد، يَقُولُ: سَمِعت ابْن الْمثنى يَقُولُ: سَمِعت بِشْر بْن الْحَارِث يَقُولُ: سَمِعت الْمُعافى بْن عِمْرَانَ يَقُولُ: سَمِعت سُفْيَان الثّوريّ يَقُولُ: رضَا المتجنِّي غايةٌ لَا تُدْرك.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن كَامِل قَالَ: سَمِعت ناشب المتوكليَّة تغني لإِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي: أ
أَنْت امرؤٌ متجنٍّ ... وَلَيْسَ بالغَضْبَانِ
هَبْنِي أسأتُ فَألا ... مَنَنْتَ بالغفرانِ
وَنَحْو هَذَا تما أنشدناه عَن إِسْحَاق الْموصِلِي:
فَهَبْنِي أغفلت الْجَمِيل من الْأُم ... ر وساعدتُ أهلَ الغَدْرِ فِيك عَلَى الغدرِ
وَلم يَك لي عذرٌ فتعذرَنِي بِهِ ... أما لِي نصيبٌ فِي التّجَاوُزِ والْغُفْرِ؟
وَنَحْوه بَعْض الْمُحدثين يَقُولُ:
هبيني يَا معذبتي أسأتُ ... وبالهجران قَبْلَكُمُ بدأتُ