قَالَ: وقَالَ: الزُّبَير: كَانَ بِالْبَصْرَةِ رَجُل بصيرٌ بِالْغنَاءِ، فَحَضَرَ مجْلِس بعض الْأَشْرَاف فحفظ عَنْهُ بعضُهم صَوتا أخل بِهِ بَعْدُ، فَلَقِيَهُ يَوْمًا بِبَاب بعض الْأُمَرَاء، فَقَالَ: يَا أَبَا فُلان! الثَّوْب الَّذِي أعْطَيتنا كَانَ فِيهِ خَرْق، فَقَالَ: عنْدكُمْ حدث ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَة الأَزْدِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن يُونُس، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِم وذُكِر هَذِهِ الْأَحَادِيث الصغار، فَقَالَ: هَذَا اللُّؤْلُؤ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَليفَة قَالَ: أَخْبَرَنِي القَاضِي مُحَمَّد بْن الْفَتْح السِّيِّاري.
قَالَ: اجْتَزْتُ بالكوفَةِ فِي بعض شوارعها، فأخَذَنِي بَطْني فَلم أدرِ مَا أصنع، إِذْ رَأَيْتُ خِصِيًّا عَلَى بَاب كَبِير، فَقلت: أصلحك اللَّه، هَلْ من موضعٍ أبولُ فِيهِ؟ فَقَالَ لي: ادخُل، فدخلتُ فَإِذا دَار كَبِيرَة قَوْراء، فِي وَسطهَا بُسْتان، فَرَأَيْت عينا من ثقبٍ فِي السِّتَارة، ووجهًا لَا يَنْبَغِي أَن يَكُون أحسن مِنْهُ، فَلَمَّا قضيتُ حَاجَتي، قُلْتُ فِي نَفسِي: إِن كَانَ مَعَ هَذَا الوجهِ الْحَسَنِ براعةُ لسانٍ فَهُوَ غَايَة، فَقلت وَأَنا خَارج لأُسْمِعَها: أحسن اللَّه لَكُمْ، وَبَارك عَلَيْكُم، وَتَوَلَّى مكافأتكم بالْحُسْنى، فَقَالَت مسرعةً: وَأَنت، فَبَارك اللَّه عَلَيْك وَأحسن إِلَيْك، فَمَا رَأينَا خَارِئًا أشكرَ مِنْك، فأفْحَمَتْنِي.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد المطيقي، حَدَّثَنَا يُوسُف بْن مُوسَى المَرْوَزِيّ، قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّه بْن خُبيق، سَمِعْتُ بعض أَصْحَابنَا، يَقُولُ: قِيلَ للفُضَيْلِ بْن عِياض مَاتَ حَمَّاد البربريُّ وَأوصى بِخَمْسَة أَفْرَاس، قَالَ فُضَيْل: وَأَصَابُوا من يَقْبَلُها؟ قَالُوا: نعم، قَالَ: وإيش يَطْلُبُون عَلَيْها، قَالُوا: الْحَوْرَاء، قَالَ: لَا وَلا العوراء
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن أبي خَيْثَمَة، قَالَ: أنشدت لسَعِيد بْن سُلَيْمَان المساحقي القَاضِي، فِي هَارُون بْن زَكَرِيّا كَاتب الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد:
أزورك رِفهًا كلّ يومٍ وليلةٍ ... ودرُّك مخزونٌ عليّ قصير
لأيّ زمانٍ أرتجيك وخلةٍ ... إِذَا أَنْت لَمْ تَنْفع وَأَنت وَزِيرُ
فَإِن الْفَتى ذَا اللب يطْلب مَاله ... وَفِي وَجهه للطالبين بَشِيرُ
قَالَ القَاضِي قَوْله: أزورك رِفْهًا، يَعْنِي كُلّ يوْم من غَيْر إغْبَابٍ، وَقَدْ أبان ذَلِكَ بقوله: كُلّ يوْم وَلَيْلَة، وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم فِي الْإِبِل: هِيَ تردُ المَاء رِفْهًا، إِذا اتَّصل وِرْدُها، ثُمّ يُقَالُ فِي إظمائها غبٌ وربعٌ وخِمس إِلَى عشر، وَهُوَ أقْصَى الإظماء، وَكنت بِحَضْرَة بعض