ألم تَرَ أنَّ النّبْعَ يَصْلُب عُودُهُ ... وَلَا يَسْتَوِي والخَرْوَعُ المَتَقصِّفُ
وَلَو قيل: فَاسْتَوَى وَالرِّجَال بِمَعْنى مَعَ الرِّجَال كَانَ حسنا، وَهَذَا من الْبَاب الَّذِي يُسمى بَاب الْمَفْعُول مَعَه، كَقَوْلِهِم: اسْتَوَى الماءُ والخَشَبَة، وَجَاء البَرْدُ والطَّيَالِسَة، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
فكونُوا أنْتُمُ وَبَنِي أَبِيكُمْ ... مَكَانَ الْكُلْيَتَيْنِ من الطُّحَالِ
وَقَد يُقَالُ: اسْتَوَى الماءُ بالخشبة، وَرُوِيَ هَذَا الْبَيْت: واستوى بِالرِّجَالِ، وَجَاء فِي الْخَبَر: ذكر التَّبِيع فِي وُلِد الْبَقر، فَقِيل: هُوَ الَّذِي اسْتَوَى قرناه بأذنيه، وَمن هَذَا النَّحْو قَوْلهم: مَا صنعتَ وأباك.
وَهَذَا بَاب يَتَّسِع القَوْل فِيهِ من قِبَلِ صناعَة النَّحو ومذاهب أَهله، وَلَيْسَ هَذَا من مَوَاضِع شَرحه، وَقَدْ ذَكرْنَاهُ فِي مَوْضِعه من كتبنَا فِي النَّحْو وعلوم الْقُرْآن الْكَرِيم، وَفِي رسالةٍ أفردناها.
حَدَّثَنَا المظفَّر بْن يحيى بْن أَحْمَد الْمَعْرُوف بِابْن الشرابي، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المَرْثدي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاق الطَّلْحي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِد بْن كُلْثُوم وَغَيره، عَنْ حَمَّاد الراوية، قَالَ: كُنْت عِنْد الْوَلِيد يَوْمًا فَدخل عَلَيْه رَجُلان كأنَّهما كَانَا مُنَجِّمَيْن، فَقَالا: قَدْ نَظَرْنا فِيمَا أَمَرْتَنا بِهِ فوجدناك تملِكُ سَبْعَ سِنِين مُؤَيَّدًا مَنْصورًا، تستقيمُ لَك النّاس، ويزكُو لَك الخَرَاجُ.
قَالَ حَمَّاد: فاغتنمتُها وأردتُ أَن أخدعَه كَمَا خَدَعاه، فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِين! كَذَبَا، نَحْنُ أعْلمُ بالروايةِ والْآثَار وضَرُوبِ الْعُلُومِ مِنْهُمَا، وَقَدْ نَظرنَا فِي هَذَا وَنظر الناسُ فِيهِ قَدِيما فوجدناك تملكُ أَرْبَعِينَ سنة فِي الْحَال الَّتِي وَصفا.
قَالَ: فَأَطْرَقَ الْوَلِيدُ ثُمّ رفع رَأسه إليّ، فَقَالَ: لَا مَا قَالَه هَذَانِ يكسرني، وَلَا مَا قُلْتَه يَقَرُّنِي، واللَّه لأَجْبِيَنَّ هَذَا المَال من حِلِّهِ جبايةَ من يعيشُ لِلْأَبَد، ولأصرفَّنهُ فِي حقِّه صَرْف من يموتُ فِي غدٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْمقري، أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن مَحْمُود المَرْوَزِيّ بمرو، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْن أَكْثَم، أَنْبَأَنَا النَّضْر بْن شُمَيْل، قَالَ: سمعنَا الْخَلِيل بْن أَحْمَد، يَقُولُ: التواني إضاعةٌ، والحزمُ بضَاعَة، والإنصافُ رَاحَة، واللجاجةُ وقاحة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حُجْرٍ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَنْصُور الْأَنْبَارِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيِّ، عَنْ