يتأثر بعدة عوامل أخرى غير الارتفاع، أهمها المواقع بالنسبة لخط العرض واتجاه المنحدرات بالنسبة لسقوط أشعة الشمس أو بالنسبة لاتجاه الرياح الممطرة.

ففي الأقاليم الحارة تتدرج الحياة النباتية على منحدرات الجبال المرتفعة من أسفل إلى أعلى من الغابات أو الحشائش المدارية إلى الغابات أو الحشائش المعتدلة ثم حشائش التندرا، وأخيرًا تصل إلى نطاق الثلج الدائم الذي لا يظهر بطبيعة الحال إلا على القمم المرتفعة جدًّا، أما في الأقاليم المعتدلة فيبدأ التدرج من غابات أو حشائش المناطق المعتدلة إلى التندرا ثم منطقة الثلج الدائم.

والارتفاعات التي تبدأ عندها النطاقات النباتية السابقة ليست واحدة في جميع الأقاليم، فهي أكثر ارتفاعًا في الأقاليم الحارة منها في الأقاليم المعتدلة أو الباردة، كما أنها تكون في فصل الصيف أكثر ارتفاعًا منها في فصل الشتاء وعلى المنحدرات المواجهة للقطبين، حيث إن ما يصيب الأولى من أشعة الشمس يفوق كثيرًا ما يصيب الثانية في الفصول المختلفة، وتعيش في المناطق الجبلية أنواع مختلفة من الحيوانات، بعضها يعيش في نطاق الغابات وبعضها الآخر في نطاق الحشائش ومن أمثلة الحيوانات الجبلية التي تعيش في الغابات بعض أنواع القردة ذات الفراء وهي توجد في جبال هيمالايا وهضبة التبت، ثم الدب الأسود والنمر الأرقط "Panther" الذي يمتاز بفرائه الأسود السميك ذي البقع الرمادية، وهو يوجد بصفة خاصة في هضبة منغوليا، أما الحيوانات التي تعيش في نطاق الحشائش فمن أهمها بعض الحيوانات الثديية مثل التيتل الذي يوجد في جبال الألب والياك "Yak" في هضبة التبت، وهو أهم وسيلة لحمل الأثقال والتنقل عند سكان هذه الهضبة، وهو يشبه ذلك حيوان اللاما في جبال أمريكا الجنوبية، وتمتاز الثلاثة الأخيرة بأن لها حوافر قوية تساعدها على تسلق الجبال ذات المسالك الوعرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015