وفي قلب الصحراء الكبرى نفسها يظهر هذا المناخ في منطقة المرتفعات الوسطى ومن أهمها مرتفعات الحجاز, وفي الجانب الآسيوي من العالم العربي يوجد هذا المناخ حول صحراء شبه الجزيرة العربية من معظم الجهات، فمن ناحية الشمال يوجد منه نطاق يشمل معظم سهول وسط وغربي العراق وبادية الشام وشمال الأردن، ومن ناحية الغرب يوجد منه نطاق ممتد من شرق وجنوب فلسطين عبر الحجاز إلى هضاب نجد وحضرموت، ومن ناحية الجنوب الشرقي توجد منطقة تابعة له في إقليم عمان.
وتشترك كل هذه المناطق في أن أمطارها لا تكفي إلا لنمو غطاء خفيف من الحشائش والأعشاب التي يمكن أن تصلح للرعي ولكنها لا تكفي لقيام الزراعة دون الاستعانة بالري، وهذه في الواقع هي أهم مناطق الثروة الرعوية في العالم العربي، كما أن كثيرًا منها يمكن أن يستغل للزراعة حيثما تتوفر مياه الري من الأنهار مثل دلتا نهر النيل والأراضي التي ترويها مياه نهر الفرات وشط العرب.
أو من مياه الآبار والعيون، كما هي الحال في الواحات التي يوجد عدد كبير منها إلى الجنوب من جبال أطلس وفي شمال ليبيا وشمال مصر. وهناك مجال واسع جدًّا للتنمية الزراعية في كل مناطق هذا المناخ إذا ما أحسن استخدام مواردها المائية، سواء منها الموارد السطحية أو الموارد الجوفية.
وعلى أساس التباين في المعدلات الحرارية وفي موسم المطر تنقسم المناطق التابعة لهذا المناخ إلى أقسام أصغر كما يأتي:
أ- مناطق حارة صيفًا جافة شتاء "رضي الله عنهShw" وتشمل معظم الصومال حيث تمثله معظم البلاد الساحلية، ووسط السودان حيث تمثله الفاشر "في الغرب" والدويم "في الشرق" ومنطقة هضاب وسط الصحراء، وفي شبه الجزيرة العربية لا يتمثل هذا النوع إلا في الأطراف الجنوبية المجاورة للبحر العربي في اليمن الجنوبية وجنوب غرب سلطنة عمان، كما تمثلها بلدة صلالة العمانية، وفي كل هذه المناطق تشتد حرارة فصل الصيف وخصوصًا في المناطق المنخفضة البعيدة