الترابية التي تشتهر بها معظم البلاد الواقعة في قلب الصحاري أو على أطرافها، والتي لا يكاد يخلو منها بلد عربي تقريبًا.

ففي العالم العربي تتمثل كل أنواع الرياح المحلية سواء في ذلك الرياح اليومية التي تشتمل على نسيمي البر والبحر ونسيمي الجبل والوادي، أو الرياح التي تسببها تغيرات في الضغط الجوي وأهمها رياح الخماسين في شمال مصر ورياح القبلي في شمال ليبيا والسموم في المغرب العربي وشبه الجزيرة العربية، وكلها رياح صحراوية حارة تهب في مقدمة المنخفضات الجوية الربيعية، وكثيرًا ما تكون محملة بالأتربة والرمال الناعمة، وهي المسئولة غالبًا عن الموجات الحرارية الشاذة التي تسجل في أثنائها أعلى النهايات الحرارية العظمى.

وتظهر في العالم العربي كذلك رياح جبلية من نوع "الفهن" التي تشتهر بها المنحدرات الشمالية لجبال الألب والتي تكتسب حرارتها نتيجة لانضغاطها عند هبوطها على جوانب الجبال، ولهذا فإن ظهورها يقتصر على الأقاليم الجبلية في المغرب العربي وشمالي ليبيا وجبال سوريا ولبنان وشمالي العراق، وفي هذه المناطق يظهر كذلك نسيما الجبل والوادي، ولكن ظهورها يكون عادة مقصورًا على الأيام التي لا تسودها رياح قوية.

وفي كل البلاد الساحلية في العالم العربي يظهر نسيما البر والبحر واضحين، وخصوصًا في فصل الصيف، ويستفيد صيادو السمك في المياه الساحلية بهذه الظاهرة، حيث تبدأ زوارقهم في التحرك نحو داخل البحر عندما يبدأ نسيم البر بعد الغروب ثم تبدأ رحلة العودة إلى البر في الصباح مع بدء نسيم البحر.

أما الزوابع الترابية والرملية فهي من الظاهرات المألوفة في كل البلاد العربية تقريبًا، ومع ذلك فإن ظهورها نادر في بعض المناطق التي تتميز بكثرة أمطارها وكثافة غطائها النباتي الطبيعي أو الزراعي وبعدها عن مناطق الرمال والأتربة المفككة، ومن أمثلها سهول جنوب السودان ودلتا نهر النيل، وتكثر هذه الزوابع بصفة خاصة في البلاد الواقعة على أطراف الصحاري، عندما ينقطع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015