وعلى النشاط الإعصاري الذي يؤدي إلى حدوث معظم الاضطرابات الجوية وسقوط معظم الأمطار في البلاد المحيطة به، وسنعود لمعالجة هذا الموضوع عند الكلام على الضغط الجوي والدورات الهوائية.

ويلاحظ أن تأثير المحيط الهندي على مناخ العالم العربي لا يتناسب مع حجمه أو موقعه؛ إذ إن تأثيره ينحصر عمومًا في زيادة رطوبة الهواء على السواحل المجاورة له وفي تزويد المناطق الجنوبية والشرقية من شبه الجزيرة العربية بالهواء المداري البحري الرطب الذي يؤدي إلى سقوط الأمطار إذا ما تهيأت الظروف اللازمة لرفعة إلى أعلى وهو ما يحدث عادة عند مرور المنخفضات الجوية أو حدوث عواصف الرعد.

أما المحيط الأطلسي فتأثيره في مناخ البلاد العربية أكبر بكثير من تأثير المحيط الهندي لأن القسم الاستوائي منه، وهو القسم الذي يشمل خليج غانة، هو مصدر الهواء المداري البحري الذي يحمل معظم أمطار السودان والحبشة والقرن الإفريقي ومرتفعات اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية، كما أن قسمه الممتد بجوار غربي إفريقيا وجنوب غربي أوروبا هو مصدر الهواء الرطب الذي يحمل معظم الأمطار التي تسقط على المغرب العربي.

وعلى العموم فإن الآثار البحرية التي تنتج من وجود المسطحات المائية التي ذكرناها لا تكفي لتغيير الحقيقة الخاصة بقارية المناخ في معظم أجزاء العالم العربي، حيث إن المناطق التي تظهر في مناخها الصفات البحرية الكاملة وأهمها انخفاض المدى الحراري وارتفاع رطوبة الهواء وكثرة السحب والضباب والأمطار أغلبها عبارة عن أشرطة ساحلية متباينة الاتساع في سوريا ولبنان وشمالي فلسطين وبرقة والمغرب العربي، وفيما عدا ذلك فإن كثيرًا من المناطق الساحلية لا يظهر فيها من صفات المناخ البحري إلا ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء وانخفاض المدى الحراري وخصوصًا المدى الحراري اليومي، وفي كثير من هذه المناطق تمتد الصحاري حتى تصل إلى شاطئ البحر مباشرة، ولكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015