الموسمية، ففي فصل الصيف تعمل الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تتجه نحو آسيا على دفع مياه هذا التيار أمامها نحو الشمال إلى البحر العربي ومن ثم يسير التيار أمام سواحل إيران الجنوبية وسواحل الهند وبورما وغرب الملايو في حركة متفقة في اتجاهها مع حركة عقرب الساعة، وتبلغ سرعة التيار أمام سواحل الصومال شمال خط الاستواء أكثر من 6 كيلو مترات في الساعة وتكون درجة حرارة مياهه في هذه المنطقة مرتفعة حتى إنها تصل عند السطح إلى حوالي 28 ْمئوية أو أكثر، وقد ترتفع إلى 29 ْفي شهري إبريل ومايو، ولكن هناك ملاحظة مهمة يجب ألا نهملها عند الكلام على أثر هذا التيار البحري على مناخ الساحل الشرقي لإفريقية والساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، وهذه الملاحظة هي أن درجة حرارة المياه أمام هذه السواحل تكون عادة أقل من درجة حرارة المياه في داخل المحيط بعيدًا عن الشاطئ طول السنة، ويزداد الفرق بصفة خاصة في مايو وإبريل حيث تكون المياه الساحلية أبرد بنحو ثلاث درجات مئوية من مياه الداخل، ويرجع ذلك إلى أن المياه السطحية للتيار تميل للانحراف بعيدًا عن الساحل خصوصًا عند اشتداد الرياح الموسمية الجنوبية الغربية فيؤدي هذا إلى حدوث حركة انبثاق تؤدي إلى رفع المياه السفلية إلى أعلى في الأجزاء الملاصقة للساحل، وتكون هذه الظاهرة واضحة بصفة خاصة أمام الساحل الإفريقي مباشرة حوالي خط عرض 10 ْعند هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، ومن المرجح أن برودة المياه الساحلية بهذا الشكل تعتبر من العوامل التي تساعد على جفاف إقليم الصومال وجنوب شرق شبه الجزيرة العربية.

أما في فصل الشتاء فينقلب نظام التيارات البحرية في شمال خط الاستواء، ويبدأ هذا الانقلاب في شهر نوفمبر عندما يبدأ هبوب الرياح الموسمية الشتوية من ناحية آسيا، حيث تؤدي هذه الرياح إلى تحرك المياه على طول الساحل الجنوبي لآسيا في اتجاه مضاد لاتجاه حركة عقرب الساعة، وتستمر هذه المياه في حركتها مع ساحل القرن الإفريقي حتى تصل إلى خط الاستواء ويكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015