كما أن هذا التيار يعتبر عاملًا مهمًّا في قلة الأمطار على نفس السواحل، ويمكننا أن ندرك مبلغ تأثير تيار الكناريا على درجة الحرارة إذا عرفنا أن درجة حرارة الهواء الذي يقع فوقه مباشرة قد تقل كثيرًا عن درجة حرارة الهواء على مسافة قصيرة في الداخل على نفس خط العرض، ويزداد الفرق بصفة خاصة في فصل الصيف نتيجة لاشتداد درجة حرارة اليابس، وتعمل الرياح التجارية الشمالية الشرقية، وهي الرياح السائدة في شمال القارة على خفض درجة حرارة المياه الساحلية بطريقة غير مباشرة، حيث إنها تعمل باستمرار عند خروجها من اليابس على إزاحة الطبقة السطحية من المياه المجاورة للساحل ودفعها بعيدًا عنه فتكشف بذلك الطبقة التي تحتها والتي تكون درجة حرارتها أقل من المياه السطحية، ولهذا فإن معدل درجة حرارة مياه الساحل تظل منخفضة بصفة عامة ولا تزيد في أي شهر من شهور السنة على 18 ْمئوية، بينما يزيد المعدل في كثير من الأجزاء الداخلية في الصحراء على 32 ْفي أشهر الصيف.
ولا يقل أثر تيار بنجويلا على مناخ القسم الجنوبي من الساحل الغربي عن أثر تيار الكناريا في الشمال فهو يعمل كذلك على خفض درجة حرارة السواحل التي يمر بها بصورة واضحة فضلًا عن أنه يساعد على كثرة ظهور الضباب وقلة الأمطار على هذه السواحل، وليس من شك في أن وجود تياري الكناريا وبنجويلا الباردين يعتبر من العوامل المهمة التي ساعدت على امتداد المناخ الصحراوي في شمال
إفريقية وجنوبها نحو الغرب لدرجة أن هذا المناخ يصل إلى ساحل المحيط الأطلسي مباشرة، ويلاحظ أن أثر تيار بنجويلا يظهر على الساحل الغربي لإفريقية الجنوبية ما بين خط الاستواء في الشمال ورأس الرجاء الصالح في الجنوب.
وإلى جانب تياري الكناريا وبنجويلا الباردين يتأثر الساحل الغربي لإفريقية بتيار آخر دافئ يعرف باسم تيار غانة، وهو تيار استوائي يظهر على الساحل الممتد بين النقطتين اللتين ينتهي عندهما أثر التيارين السابقين، أي ما بين خط الاستواء تقريبًا وخط عرض 12 ْشمالًا في الشتاء و17 ْشمالًا أيضًا في