تكون بعض الأجزاء الداخلية في هذا القسم ذات مناخ قاري بسبب بعدها النسبي عن البحار، خصوصًا إذا لاحظنا أن هناك مناطق مرتفعة تفصل بين هذه الأجزاء وبين الساحل.
وتعتبر قارة إفريقية ثاني قارة في العالم من حيث الاتساع بعد قارة آسيا، وتبلغ مساحتها حوالي ثلاثين مليونًا من الكيلومترات المربعة، كما أنها تتميز عن بقية القارات بقلة تعاريج سواحلها قلة ظاهرة بدرجة لا تظهر في أي قارة أخرى وقد كان اتساع القارة بهذا الشكل مع قلة تعاريج سواحلها من أهم العوامل التي جعلت المؤثرات البحرية لا تتوغل فيها إلا لمسافات محدودة جدًّا، خصوصًا في القسم الشمالي منها لأنه أعظم اتساعًا بكثير من قسمها الجنوبي، فإذا أضفنا إلى ذلك صغر مساحة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط بالنسبة للمحيطات عامة أمكننا أن ندرك السبب في أن معظم شمال إفريقية تحتله أعظم صحاري العالم اتساعًا وأشدها جفافًا، أما في الجنوب فإن ضيق القارة وعدم وجود مساحات من اليابس قريبة منها قد أدى إلى صغر المساحة التي يظهر فيها المناخ الصحراوي في هذا القسم بخلاف الحال في الشمال.