وتيار بنجويلا في غرب إفريقية ثم تيار كاليفورنيا وتيار همبولت في غرب أمريكا الجنوبية، ومن الواضح أن وجود هذه التيارات الباردة يعتبر من العوامل المهمة التي تساعد على خفض درجة الحرارة في المناطق الساحلية في فصل الصيف، وخصوصًا إذا لاحظنا أن الرياح التجارية التي تسود في مناطق الصحاري الحارة تخرج عمومًا من ناحية اليابس فتعمل باستمرار على دفع الطبقة السطحية الدافئة نسبيًّا من مياه البحر بعيدًا عن الشاطئ، وهذا يؤدي إلى كشف طبقات أخرى جديدة أبرد نسبيًّا من الطبقات السطحية.
وبمقارنة درجات الحرارة في بعض المحطات الواقعة على طول بعض السواحل الصحراوية التي تمتد من الشمال إلى الجنوب أن الفروقات بين هذه الدرجات ليست كبيرة مما يدل على أن تأثير البحر على درجة حرارة هذه السواحل يفوق كثيرًا أثر الموقع بالنسبة لخط العرض، كما يظهر من الجدول رقم "31"
جدول رقم "31" درجات الحرارة في بعض محطات الصحاري الساحلية على خطوط عرض مختلفة:
ويمكننا أن ندرك نفس هذه الظاهرة بوضوح كذلك إذا نظرنا إلى خريطة لخطوط الحرارة المتساوية، حيث نلاحظ أن هذه الخطوط تمتد موازية للساحل تقريبًا لمسافات طويلة.
ولكن بينما نجد أن الاختلاف في درجة الحرارة لا يكون كبيرًا بين البلاد الواقعة على طول الساحل بهذا الشكل، فإن الاختلاف يكون كبيرًا جدًّا بين المحطات الساحلية والمحطات الأخرى الواقعة في الداخل على نفس خط العرض