حد حراري معين فالصحاري يمكن أن توجد في أي إقليم من الأقاليم الحرارية بما في ذلك الأقاليم القطبية التي سبق أن ذكرنا أنها تمثل نوعًا خاصًّا من الصحاري وكان من الممكن أن ندرس هذه الأقاليم ضمن الأقاليم الصحراوية لولا أننا فضلنا أن ندرسها في نهاية الأقاليم المناخية العامة لأنها تعتبر في نفس الوقت نوعًا قائمًا بذاته من الأقاليم المناخية، وهو نوع يتمشى مع النطاقات المناخية العامة،
فإذا ما صرفنا النظر عن هذه الأقاليم -الأقاليم القطبية- نلاحظ أن الأقاليم الصحراوية سواء منها ما يوجد في العروض الحارة أو ما يوجد منها في العروض الباردة، تشترك كلها في صفتين أساسيتين هما:
1- أن المدى السنوي، واليومي للحرارة فيها جميعًا مرتفع جدًّا، خصوصًا في الصحاري المعتدلة والباردة التي يزيد المدى السنوي للحرارة في أغلبها عن 26 ْمئوية.
2- أن فصل الصيف فيها جميعًا شديد الحرارة، وليس هناك فرق كبير بين الصحاري الحارة والصحاري المعتدلة أو الباردة من هذه الناحية، ففي صحاري وسط آسيا حتى في الأطراف الشمالية منها يصل معدل درجة حرارة شهر يوليو في الأماكن إلى 50 ْ مئوية، وهو نفس المعدل الذي نجده في الصحراء الكبرى عمومًا، كما أن النهاية العظمى التي تسجل في صحاري وسط آسيا أو أمريكا الشمالية قد ترتفع إلى نفس المعدل الذي ترتفع إليه في الصحراء الكبرى وهو 65 ْمئوية، وقد دلت الإحصاءات على أن أعلى درجات حرارة سجلت في العالم كله كانت في الوادي المعروف باسم وادي الموت بكاليفورنيا على خط عرض 36 ْشمال خط الاستواء1.
ولكن على الرغم من التشابه الذي رأينا أنه يوجد بين الأقاليم الصحراوية في فصل الصيف، فإن المعدلات الحرارية لفصل الشتاء تدل على وجود اختلافات واضحة بين الصحاري الواقعة في العروض الحارة والصحاري الواقعة في العروض المعتدلة أو الباردة، فإذا أخذنا مثلًا المعدلات الحرارية لشهر يناير في