يغطي منطقة لا يزيد قطرها على 300 كيلو متر، أما تأثير المنخفض الجوي فقد يظهر في مناطق تبعد كثيرًا عن مركزه، حتى إنه قد يكون سببًا في وصول رياح قطبية باردة إلى المناطق المدارية الحارة، أو وصول رياح حارة من المناطق المدارية إلى الأقاليم الشمالية الباردة، فقد حدث مثلًا في حالات كثيرة أن وصلت إلى شمال إفريقية، بل إلى شمال السودان، رياح شديدة البرودة من وسط وشمال أوروبا، كما وصلت إلى هذه المناطق الأخيرة "وسط وشمال أوروبا" رياح شديدة الحرارة من الصحراء الكبرى.

وتختلف المنخفضات الجوية بعضها عن بعض كذلك في العمق، ثم في شدة انحدار الضغط الجوي نحو مركزها، ويدل نظام خطوط الضغط المتساوي التي ترسم حول مركز المنخفض في خرائط الطقس اليومية على عمق المنخفض وشدته فإذا كانت الخطوط متقاربة دل هذا على أن الضغط ينخفض بسرعة في مسافة قصيرة، ومعنى هذا أنه يكون شديد الانحدار نحو المركز، أما إذا كانت الخطوط متباعدة فمعنى ذلك أن انحدار الضغط الجوي نحو المركز يكون بطيئًا.

ويتوقف عنف المنخفض الجوي، وشدة اضطراب الجو عند مروره، وسرعة الرياح التي تهب حوله على شدة انحدار الضغط الجوي نحو المركز أكثر من توقفه على عمق المنخفض نفسه، فكلما كان الانحدار شديدًا ازدادت سرعة الرياح المندفعة نحو المركز، كما يحدث للمياه التي تنحدر نحو قاع منخفض أرضي جوانبه شديدة الانحدار، ولكن مع فارق مهم وهو أن المياه تقصد عند انحدارها غالبًا مركز المنخفض الأرضي مباشرة، أما الرياح فإنها تنحرف عند هبوبها نحو مركز المنخفض الجوي لتأخذ اتجاهًا مضادًا لاتجاه حركة عقرب الساعة في نصف الكرة الشمالي ومتفقًا معه في نصفها الجنوبي، فالمنخفض الجوي الذي يتدرج الضغط نحو مركزه من 1013 ملليبارات إلى 1008 ملليبارات في مسافة خمسين كيلو مترًا، يكون أشد عنفًا من منخفض آخر يتدرج الضغط نحو مركزه من 1013 ملليبارات إلى 1007 ملليبارات في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015