هذا القطر فهم عمروا أرضا كان من الصعب جدا تعميرها أو الاستفادة منها ولا أرى من العدالة في شيء حرمانهم منها وخصوصا أمامنا إيطاليا الجديدة التي تحرم حق الإنسان، وخصوصا الحق الطبيعي للسكان، وعليه لا أرى سبب يحرم إيطاليا من طرابلس وبرقة، هذه وجهة نظر الحكومة الفرنسية التي سبق أن أعلنتها، هذه هي باقة الزهور والريحان التي تفضل الجنرال باسم فرنسا الحرة الجديدة فقدمها إلى الإنسانية المعذبة في يوم عيد المسيح عليه السلام الذي قال فيه شاعرنا المسلم:

ولد الرفيق يوم مولد عيسى ... والمروءات والهدى والحياء

لا وعيد، لا صولة، لا انتقام ... لا حسام، لا غزوة، لا دماء

ملك جاور الأرض فلما ... مل نابت عن الأرض الماء

يحاول الجنرال ديغول أن يبعث في الإيطاليين من جديد روح التغلب والاستعمار خشية أن تنسيبهم إياه صدمة الهزيمة، ومن سخرية القدر حقا أن يلتقي نداء الجنرال ديغول الحار المتين إلى الإيطاليين للتمسك بالاستعمار - بنداء أحر وأمتن، لعظم مسؤول من رجال إيطاليا الحاكمين للتخلي نهائيا عن الاستعمار وذلك الإيطالي العظيم هو السنيور بليرو رئيس الحزب الشيوعي ونائب رئيس الوزراء سابقا ووزير العدل الآن، أدلى بتصريح لجريده (بنتا) عن السياسة الاستعمارية جاء فيه: "ما الذي قدمته السياسة الإيطالية القديم منها والحديث، لأجل تحسين حال بلادنا" لا شيء. وما هي النتائج الحسنة التي نتجت عن احتلالنا لبعض هذه الأراضي المستعمرة؟ لا شيء إن فتوح الإمبراطورية الاستعمارية كبدت الشعب الإيطالي خلال ستين عاما مغامرات شاقة حملته قسطا كبيرا من الدخل الوطني كما أنها كبدت الإيطاليين فقد حريتهم مرتين منفصلتين ونحن كإيطاليين نفكر وننظر من الناحية الوطنية وبصفتنا شيوعيين لا نجيز الاستعمار إطلاقا؛ ثم قال الوزير الإيطالي: وتحتم العدالة أن يؤدي انهيار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015