معهم في السلم والمفاوضات السلمية فلم ينفعكم ذلك شيئا، فسدوا معهم باب المفاوضات واجعلوا شعاركم لا مفاوضة بعد اليوم، واعلموا علم اليقين أنهم لا يثقون بكم سالمتم أو حاربتم، فلا تثقوا بهم ولا تجعلوا معهم عهدا ولا ميثاقا.
طالما حذرنا هذه الطائفة المعتمدة على الطغيان والظلم، أنذرناها بسوء العاقبة إن هي استمرت تتحكم في مصير أهل شمال إفريقيا، ولم تترك البلاد لأهلها، وكررنا مرارا على أسماعهم بواسطة الصحافة، إننا لا نريد إلا أن نقف على أقدامنا ونعيش في المستوى الذي تعيش فيه بقية الأمم الحرة، ولكن جماعة الطغيان والضلال قد أصمت آذانها عن سماع كلمة الحق، وسدت على نفسها باب الحكمة والرشد والخير.
اتحدوا ورتبوا صفوفكم ولا تسمعوا لما يعرضونه عليكم من المهادنة فما هي إلا خدعة وتحليل وتضليل وكسب للوقت، وما هذه الأشياء إلا حيلة تدل دلالة قاطعة على عجز هذه الجماعة وخوفها وعنوان من عناوين مصيرها الأسود النهائي. تأكدوا أن شعب فرنسا لا يريد حربا ولا يذهب إلى حرب فهو يعلم أن جماعة الطغيان عدوته أيضا لأنها تخدعه كما تخدعنا بالكلام المعسول الخادع، والشعب الفرنسي يعلم أكثر من غيره أن هذه الجماعة، تلعب بحياة الجمع لتعيش وحدها في الرفاهية.
إن جماعة الضلال من الفرنسيين يحاربون بما يسمونه المفاوضة ليخدعوا الشعب التونسي، وغايتها من هذا هو فصل المكافحين التونسيين عن إخوانهم