أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الطُّيُورِيِّ , غَيْرَ مَرَّةٍ، أَوَّلُهَا فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ , أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ غَالِبٍ الْمُبَارَكِيُّ , أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ , نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ الْفَقِيهُ , نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخَذْتُ بِيَدِ وَالِدِي يُرِيدُ سُرَيْجَ بْنَ يُونُسَ , رَحِمَهُ اللَّهُ , فَأَتَيْنَاهُ فَلَحِقَنَا عِنَدْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَعَلانُ الْحَذَّاءُ , فَسَلَّمَ أَحْمَدُ عَلَيْهِ خَاصَّةً , وَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ عَامَّةً , ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: فِيمَ جِئْتُمْ , فَقَالُوا: جِئْنَاكَ لأَنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّكَ رَأَيْتَ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ , فَحَدِّثْنَا كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: أَعْفُونِي , فَقَالُوا: نَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرَاكَ مَا رَأَيْتَ حَدِّثْنَا , كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: مَكَثْتُ أَنَا وَزَوْجَتِي وَصِبْيَانِي أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ يُأْكَلُ فَاسْتَأْذَنَنِي أَهْلِي أَنْ تَأْتِيَ أَبَاهَا فَأَذِنْتُ لَهَا، ثُمَّ مَكَثْتُ أَنَا تَمَامَ سِتَّةِ أَيَّامٍ لَمْ آكُلْ شَيْئًا , فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ لَقَطْتُ مِنْ سِدْرَةٍ كَانَتْ فِي دَارِنَا سَبْعَ نَبَقَاتٍ , وَحَشَرْتُهَا فِي طَرَفِ إِزَارِي لأُفْطِرَ عَلَيْهَا ثُمَّ نِمْتُ فِي رُوَاقٍ لَنَا، فَإِذَا بِرَجُلَيْنِ آتَيَانِي لَمْ أَرَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُمَا , فَقَالا لِي: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سُرَيْجُ , افْتَحْ قَلْبَكَ , وَاعْقِلْ وَأَبْصِرْ مَنْ يَجِيئُكَ , فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتُمَا بِأَبِي أَنْتُمَا؟ فَقَالَ لِي أَحَدُهُمَا: أَنَا أَبُو بَكْرٍ , وَهَذَا عُمَرُ , فَدَخَلا الْبَيْتَ , فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُ , فَقَالَ لِي: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شُرَيْحُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , افْتَحْ قَلْبَكَ وَاعْقِلْ وَانْظُرْ مَنْ يَجِيئُكَ , فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أنا نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ , ثُمَّ إِذَا أَنَا بِشَابَّيْنِ قَدْ أَتَيَانِي لَمْ أَرَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُمَا بِأَيْدِيهِمَا مِحْرَابٌ مِنْ نُورٍ فَصَبَّاهُ بِحِذَائِي , فَقَالا: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شُرَيْحُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , افْتَحْ قَلْبَكَ وَاعْقِلْ وَانْظُرْ مَنْ ...
, فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتُمَا بِأَبِي أَنْتُمَا؟ فَقَالا لِي: أَنَا جِبْرِيلُ , وَهَذَا مِيكَائِيلُ , وَإِذَا أَنَا بِمَلائِكَةٍ كَبْكَبَةً كَبْكَبَةً , وَإِذَا أَنَا بِرَبِّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ , قَدْ أَقْبَلَ عَلَيَّ , فَقَالَ: سَلْنِي مَا شِئْتَ , فَقُلْتُ: يَا رَبِّ سِرٌّ بِسِرٍّ، ثُمَّ غَابَ عَنِّي , فَإِذَا أَنَا بِالشَّابَّيْنِ صَاحِبَيِ الْمِحْرَابِ قَدْ آتَيَانِي بِقَدَحٍ فِيهِ عَسَلٌ , فَقَالا: الْعَقْ , فَلَمْ أَزَلْ أَلْعَقُ مِنْ ذَلِكَ سَبْعًا , فَقَالا لِي: ازْدَدْ فَلَمْ آكُلْ شَيْئًا وَانْتَبَهْتُ , قَالَ: وَغُشِيَ عَلَيْهِ حِينَ مَا حَدَّثَنَا ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ مَا أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا , وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ , وَقَبْرُهُ فِي قَنْطَرَةٍ.