وفي قوله تعالى: (يُضاهِئُونَ) قراءتان: بالهمزة وهي لعاصم وحده , وبقية السبعة ((يضاهون)) بلا همز: وانظر: " السبعة " لابن مجاهد 314 , و" القراءات العشر المتواترات " 192 , " النشر " 1 / 406 , و" التيسير " 118 عن الزجاج قوله: (يُضَاهِئُونَ) يشابهون قول من تقدمهم من كفرتهم , فإنما قالوه اتباعا لمتقدميهم.

ثم قال ابن الجوزي: وفي قوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا} هاهنا ثلاثة أقوال:

أحدها: أنهم عبدة الأوثان , والمعنى أن أولئك قالوا: الملائكة بنات الله , قاله ابن عباس.

الثاني: أنهم اليهود , فالمعنى أن النصارى في قولهم: المسيح ابن الله , شابهوا اليهود في قولهم: عزير ابن الله. قاله قتادة والسدي.

والثالث: أنهم أسلافهم ,تابعوهم في أقوالهم تقليدا ,قاله الزجاج وابن قتيبة. ا. هـ.

ونحوه ما حكاه القرطبي والشوكاني في تفسيرهما عند هذه الآية (?) وقبلهما الحافظ ابن جرير الطبري على آية براءة. وعلى كلٍ فالأقوال الثلاثة ليست متعارضة , وليس الخلاف بينها اختلاف تضاد , بل هو من قبيل اختلاف التنوع , إذ المعنى يحتمل أحد الأقوال كما يحتملها جميعا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015