حسبك: مبتدأ، والكاف في محلّ جر بالإضافة، والله لفظ الجلالة خبر ويجوز حسبك خبر مقدم، والله لفظ الجلالة مبتدأ مؤخر. وقد عقد ابن هشام فصلا ذكر فيه متى نعرب الجملة مبتدأ وخبرا، أو خبرا ومبتدأ، فقال: يجب الحكم بابتدائية المقدم من الاسمين في ثلاث مسائل:
1- أن يكونا معرفتين تساوت رتبتهما نحو: (الله ربنا) أو اختلفت نحو (زيد الفاضل) و (الفاضل زيد) . هذا هو المشهور. وقيل: يجوز العكس. وقيل: المشتق خبر وإن تقدم نحو «القائم زيد» 2- أن يكونا نكرتين صالحتين للابتداء بهما نحو: «أفضل منك أفضل مني» 3- أن يكونا مختلفين تعريفا وتنكيرا والأول هو المعرفة، مثل: زيد قائم، وأما إن كان هو النكرة فإن لم يكن له ما يسوغ الابتداء به فهو خبر اتفاقا نحو: خز ثوبك، وذهب خاتمك.. وإن كان له مسوغ فهو كذلك عند الجمهور، وأما سيبويه فيعربه مبتدأ إن كان له مسوغ مثل: كم مالك، وخير منك زيد، وحسبنا الله. ويقول ابن هشام: ويتجه عندي جواز الوجهين.
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (65)
(يأيّها النبيّ) مرّ إعرابها «1» ، (حرّض) فعل أمر، والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إن) حرف شرط جازم (يكن) مضارع ناقص- ناسخ- «2» مجزوم فعل الشرط (من) حرف