قال ابن رجب: ولعل أحمد إنما استنكره لمخالفته للأحاديث في أن القارن يطوف طوافًا واحدًا.

ثم قال ابن رجب: قال البرديجي بعد ذلك: فأما أحاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ مثل حماد بن سلمة وهمام وأبان والأوزاعي، ينظر في الحديث، فإن كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أو عن أنس بن مالك من وجه آخر لم يدفع، وإن كان لا يعرف عن أحد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا من طريق عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرت لك كان منكرًا.

وقال: إذا روى الثقة من طريق صحيح عن رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حديثًا لا يصاب إلا عند الرجل الواحد لم يضره أن لا يرويه غيره إذا كان متن الحديث معروفًا ولا يكون منكرًا ولا معلولًا.

وقال في حديث رواه عمرو بن عاصم عن همام عن إسحاق بن طلحة عن أنس أن رجلا قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إني أصبت حدًّا فأقمه عليَّ -رضي اللَّه عنه-. . الحديث. هذا عندي حديث منكر وهو عندي وهم من عمرو بن عاصم.

قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (?): وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه أن لا يتابع عليه ويجعلون ذلك علة فيه اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضًا، ولهم في كل حديث نقد خاص وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه.

قال المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (?): والأئمة كثيرًا ما يخرجون الراوي بخبر واحد منكر جاء به فضلها عن خبرين أو أكثر ويقولون: الخبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015