قلت لأبي عبد اللَّه: يقعد الرجل في بيته -أعني: يترك العمل؟
فقال: أخاف أن يخرجه هذا إلى أمر.
قلت: إلى مثل أي شيء؟
قال: يتوقع أن يبعث إليه بالشيء. لو خرج فاحترف كان أعجب إليَّ.
قلت: فإذا بُعث إليه بالشيء فلم يأخذه؟
قال: هكذا جيد.
قلت لأبي عبد اللَّه: إن رجلًا قال: لا أكتسب حتى تصح لي النية، وله عيال؟
قال: إذا كان يجب عليه نفقتهم، فمن النية صيانتهم.
قال: وسأل أبا عبد اللَّه رجلان عن الشيء يلتقطانه، مثل البقل ونحوه؟
فقال لهما: تعرضا للعمل.
وأخبرني أبو عبد اللَّه أن امرأة جاءته، فقالت: إن رجلًا ممن يعمل الخوص. فليس يقيمه؟
قال: فقلت لها: إن الخوص أمره ضيق لا يقيمه، لو تعرض لغيره. أراه ذكر المغازل.
قال: أخبرنا عمرو بن ميمون، عن أبيه، أن ابن عامر قال لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن! مالك لا تكلم؟
قال: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وسترد فتعلم.
عن وهب بن كيسان قال: مر رجل يتصدق على المساكين، فقال أبو همام: درهم أصيبه بكد يعرق به جبيني أحب إلي من صدقة هؤلاء مائة ألف، ومائة ألف، ومائة ألف!