قال ابن هانئ: حضرت رجلًا عند أبي عبد اللَّه وهو يسأله، فجعل الرجل يقول: يا أبا عبد اللَّه، رأس الأمر وإجماع المسلمين على أن الإيمان بالقدر، خيره وشرّه، حلوه ومرّه، والتسليم لأمره، والرضا بقضائه؟ فقال أبو عبد اللَّه: نعم.
"مسائل ابن هانئ" (1873)
قال عبد اللَّه بن أحمد: حدثني أبي، نا إسحاق بن سليمان الرازي، سمعتُ أبا سنان، عن وهب بن خالد الحمصي، عن ابن الديلمي قال: وقع في نفسي شيء من هذا القدر فأتيت أُبيّ بن كعب، فقلت: أبا المنذر، وقع في نفسي شيء من هذا القدر، فخشيت أن يكون فيه هلاك ديني وأمري، حدثني عن ذلك بشيء؛ لعل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ينفعني به، فقال: لو أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك جبل أُحدٍ -أو مثل جبل أُحد- ذهبًا أنفقته في سبيل اللَّه ما قبله اللَّه منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وإنك إن مت على غير هذا دخلت النار، ولا عليك أن تأتي عبد اللَّه بن مسعود فتسأله. فأتيت عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- فسألته، فقال مثل ذلك، كان أبو سنان يقتص الحديث. قال: ولا عليك أن تأتي أخي حذيفة بن اليمان فتسأله. فأتيت حذيفة رضي اللَّه عنه فسألته، فقال مثل ذلك، قال: فأتِ زيد بن ثابت فسله. فأتيت زيد بن ثابت -رضي اللَّه عنه- فسألته فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-