[ابن] كعب (?)؟ فقلت: وأنت ما يدريك من أبو السليل؟ ومن عبد اللَّه بن رباح؟ وما لك ولهذا؟ قال: فسكت.

وقال لي آخر: "ما خلق اللَّه من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي"، فقلت: إنما هذا مَثَل. فسكت.

واحتج علي آخر بحديث الطنافسي عن الأعمش، عن جامع حديث عمران بن حصين: "إن اللَّه خلق الذكر"؟ فقلت: هذا وهم فيه -يعني: الطنافسي- وأبو معاوية يقول: "كتب اللَّه الذكر".

قال: وكنت أصيح عليهم، وأرفع صوتي، وكان أهون علي من كذا وكذا، ذهب اللَّه بالرعب من قلبي، حتى لم أكن أبالي بهم ولا أهابهم، فلما يئسوا مني واجتمعوا علي، قال لي عبد الرحمن: ما رأيت مثلك قط، من صنع ما صنعت؟ ! قلت له: القرآن، قد اجتمعت أنا وأنتم على أنه كلام اللَّه، وزعمتم أنه مخلوق، فهاتوه من كتاب أو سنة، فقال لي ابن أبي دؤاد: وأنت تجد في كل شيء كتابًا وسنة؟

فلما أيس مني قال: خذوه، وأدخل الأتراك أيديهم في أقيادي فجروني إلى موضع بعيد، وذكر قصة الضرب.

"الإبانة" كتاب الرد على الجهمية 2/ 258 - 262 (436 - 438)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015