فقلت: جعفر بن محمد قال: ليس بخالق ولا مخلوق. قال: فسكت.

"سيرة الإمام أحمد" لابنه صالح ص 83 - 84

قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه يقِول: كان فيما احتججت عليهم يومئذ قلت:

قال اللَّه: {أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمرُ} ففرق بين الخلق والأمر، وذلك أنهم قالوا لي: أليس كل ما دون اللَّه مخلوق؟

قلت لهم: ما دون اللَّه مخلوق، فأما القرآن فكلامه وليس بمخلوق، فقال لي شعيب: قال اللَّه: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا} [الزخرف: 3] أفليس كل مجعول مخلوقًا؟

قلت: فقد قال اللَّه: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا} [الأنبياء: 58] خلقهم؟ ! {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)} [الفيل: 5] فخلقهم؟ ! أفكل مجعول مخلوق؟ ! كيف يكون مخلوقًا وقد كان قبل أن يخلقه؟ . قال: فأمسك.

وقال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40].

فقلت لهم حينئذ: الخلق غير الأمر؛ قال اللَّه تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1] فأمره وكلامه واستطاعته ليس بمخلوق، فلا تضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، قد نهينا عن هذا.

"الإبانة" لابن بطة كتاب الرد على الجهمية ص 30، 31 (221)

وقال أبو عمر عثمان بن عمر الدراج: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن هارون الخلال، قال: كتب إلي أحمد بن الحسين الوراق من الموصل، قال: حدثنا بكر بن محمد بن الحكم، عن أبيه، عن أبي عبد اللَّه قال: سألته عما احتج به حين دخل على هؤلاء؟ فقال: احتجوا علي بهذِه الآية: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] أي: أن القرآن حث، فاحتججت عليهم بهذه الآية: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} [ص: 1] قلت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015