بجوف وفم ولسان وشفتين؟ ! والجوارح إذ شهدت على الكافر، فقالوا: {لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت: 21]. أتراها أنها نطقت بجوف وفم ولسان؟ !

ولكن اللَّه أنطقها كيف شاء، وكذلك اللَّه تكلم كيف شاء من غير أن يقول بجوف، ولا فم، ولا شفتين، ولا لسان.

قال الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه-: فلما خنقته الحجة قال: إن اللَّه كلم موسى إلا أن كلامه غيره. فقلنا: وغيره مخلوق؟ ! قال: نعم. فقلنا: هذا مثل قولكم الأول، إلا أنكم تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون.

وحديث الزهري قال: لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب، هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي، إنما كلمتك على قدر ما يطيق بدنك، ولو كلمتك بأكثر من ذلك لمت.

قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له: صف لنا كلام ربك. قال: سبحان اللَّه، وهل أستطيع أن أصفه لكم؟ ! قالوا: فشبهه. قال: هل سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتوها، فكأنه مثله (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015