وأنا أرفق به، وهو يحتج، فرأيته بعد فأعرضت عنه، ولم أكلمه.

قال الخلال: وكتب إلي أحمد بن الحسين قال: ثنا بكر بن محمد، عن أبيه، عن أبي عبد اللَّه، وسأله عن الرجل يروي الحديث فيه على أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيء، يقول: أرويه كما سمعته؟

قال: ما يعجبني أن يروي الرجل حديثًا فيه على أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيء، قال: وإني لأضرب على غير حديث مما فيه على أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيء.

قال الخلال: أخبرني العباس بن محمد الدوري قال: ثنا إبراهيم أخو أبان بن صالح قال: كنت رفيق أحمد بن حنبل عند عبد الرزاق، قال: فجعلنا نسمع، فلما جاءت تلك الأحاديث التي فيها بعض ما فيها قام أحمد بن حنبل فاعتزل ناحية، وقال: ما أصنع بهذِه؟ ! فلما انقطعت تلك الأحاديث، فجاء، فجعل يسمع.

قال الخلال: وأخبرنا مقاتل بن صالح الأنماطي قال: سمعت عباسًا الدوري يقول: كنا إذا اجتمعنا مع أحمد بن حنبل نسمع الحديث؛ فجاءت هذِه الأحاديث في المثالب، اعتزل أحمد بن حنبل حتى نفرغ، فإذا فرغ المحدث رجع فسمع، قال مقاتل: وسمعت غير شيخ يحكي عن أحمد ابن حنبل هذا.

قال الخلال: وأخبرني العباس بن محمد بن إبراهيم، قال: سمعت جعفرًا الطيالسي، يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كانوا عند عبد الرزاق: أحمد، وخلف، ورجل آخر، فلما مرت أحاديث المثالب وضع أحمد بن حنبل إصبعيه في أذنيه طويلًا حتى مرَّ بعض الأحاديث، ثم أخرجهما، ثم ردَّهما حتى مضت الأحاديث كلها، أو كما قال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015