قال خطاب بن بشر: أتينا أحمد بن حنبل في النصف من رجب سنة ثلاث وثلاثين ومائتين أنا وأبو عثمان بن الشافعي فذكر له ابن الشافعي أمر مالك وما كان يذهب إليه من ترك أحاديث رواها عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وذكر له أمر ابن أبي ذئب، وأثنى عليه فقال: كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب في خشونته ومذهبه. وذكر اتباعه لحديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: كان يقول في مالك وفي تركه الحديث يرويه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وذكر له "البيعان بالخياو ما لم يتفرقا" (?)، وترك مالك الأخذ به حتى يبلغ به -يعني: القتل- وذكر كلامًا لأبي جعفر ورأيته يترحم عليه كثيرًا. وقال: كان يحضر هو ومالك عند السلطان فلا يزال يتكلم ومالك ساكت.
وذكر له ابن الشافعي الحديث الذي يرويه مالك عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وخالفه فقال: هذا تخليط.
"طبقات الحنابلة" 2/ 348 - 349
قال أبو إسحاق الجوزجاني: قلت لأحمد بن حنبل: فابن أبي ذئب سماعه من الزهري، أعرض هو؟ قال: لا يبالي كيف كان.
"سير أعلام النبلاء" 7/ 145.
قال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد ويحيى يتناظران في ابن أبي ذئب وعبد اللَّه بن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي، فقال يحيى: المخرمي شيخ، وأيش عنده؟ ! وأطرى ابن أبي ذئب، وقدمه على المخرمي تقديمًا كثيرًا متفاوتًا.
"سير أعلام النبلاء" 7/ 147.