قلت: لا، هو كان ينكر على من يأكل.
فقال: إنما قوي بشر؛ لأنه كان وحده، لم يكن له عيال، ليس من كان معيلًا كمن كان وحده، لو كان إليّ ما باليت ما أكلت.
"الورع" (311 - 320)
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه، وذكر ورع عطاء بن محمد الحراني، فذكر من ورعه، قال: كان إذا قدم مكة حمل معه أحمال طعام، وقال: لا أنافس أهل مكة في سعرهم. وكان يتأول هذِه الآية: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25].
قال أبو عبد اللَّه: ما بلغني عن أحد أنه نظر في هذا غير هذا.
"الورع" (5)
قال المروذي: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول، وذكر محمد بن الضحاك صاحب بشر بن الحارث؛ فقال: كان أبوه الضحاك شيخًا سليمًا، قد كتب عن إسرائيل، وكان يعلم بني محمد، وكان إذا ذهب حمل إداوة فيها ماء. ثم قال أبو عبد اللَّه: هو يأخذ منهم، ولا يرى أن يشرب من مائهم، وجعل يعجب من سلامته.
"أخبار الشيوخ وأخلاقهم" (230)