بدلًا كنت من أخي العلم سفيا ... ن ويوم الوداع من سفيان

كنت للسر موضعًا ليس يخشى ... منك إظهار سره الكتمان

وبرأي النعمان كنت بصيرًا ... حين تبغى مقايس النعمان

قال: فما زال ابن مهدي يبكي، وأنا أنشده حتى إذا ما قلت:

وبرأي النعمان كنت بصيرًا.

قال لي: اسكت، قد أفسدت القصيدة. قلت: إن بعد هذا أبياتًا حسانًا.

فقال: دعها، تذكر رواية عبد اللَّه عن أبي حنيفة في مناقبه؟ ! ما تُعرف له زلة بأرض العراق، إلا روايته عن أبي حنيفة، ولوددتُ أنه لم يرو عنه، وأني كنت أفتدي ذلك بعظم مالي.

فقلت: يا أبا سعيد! لم تحمل على أبي حنيفة كل هذا! لأجل هذا القول: إنه كان يتكلم بالرأي، فقد كان مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان يتكلمون بالرأي!

فقال: تقرن أبا حنيفة إلى هؤلاء! ما أشبه أبا حنيفة في العلم إلا بناقة شاردة فاردة ترعى في واد خصب، والإبل كُلها في واد آخر.

قال إسحاق: ثم نظرتُ بعد، فإذا الناس في أمر أبي حنيفة على خلاف ما كنا عليه بخراسان.

"الورع" (401)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015