العدوي: الزم هذا الشيخ وخذ عنه -يعني: الحسن- فواللَّه ما رأيت رجلا أشبه أدبا بعمر بن الخطاب منه.
"الزهد" ص 327
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا مالك بن دينار قال: لقيني معبد الجهني وأنا على ظهر وهو على ظهر، قال: فقال: يا مالك، إني قد طفت الأمصار ورأيت الناس فلم أر مثل الحسن بن أبي الحسن، يا ليتنا كنا أطعناه، يا ليتنا كنا أطعناه.
"الزهد" ص 342
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد اللَّه بن محمد، حدثنا سعيد بن عامر، أن الحسن لما جلس يحدث؛ أهدي له فرده، وقال: إن من جلس هذا المجلس، ثم قبل فليس له عند اللَّه خلاق -أو قال: فليس له خلاق.
"الزهد" ص 345
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا صالح، عن خليد، عن صالح بن حسان قال: أمسى الحسن صائما فجئناه بطعام عند إفطاره قال: فلما قرب إليه قال: عرضت له هذِه الآية: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل: 12 - 13] قال: فقلصت يده عنه، فقال: ارفعوه. فرفعناه، قال: فأصبح صائما، فلما أراد أن يفطر ذكر الآية ففعل ذلك أيضا، فلما كان اليوم الثالث انطلق ابنه إلى ثابت البناني ويحيى البكاء وأناس من أصحاب الحسن فقال: أدركوا أبي، فإنَّه لم يذق طعاما منذ ثلاثة أيام، كلما قربنا إليه ذكر هذِه الآية: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} فقرأها، قال: فأتوه فلم يزالوا به حتى أسقوه شربة من سويق.
"الزهد" ص 346
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يونس بن عبيد قال: شهدت الحسن فسمعته حين ثقل وهو يقول: إنا للَّه وإنا إليه راجعون. قال: حتى فرغ قال: