قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرت عن مالك بن دينار قال: مررت براهب في صومعته، فناديته فأشرف عليّ فكلمني وكلمته قال: فقال لي فيما يقول: إن استطعت أن تجعل فيما بينك وبين الشهوات حائطا من حديد فافعل، وإياك وكل جليس لا تستفيد منه خيرًا فلا تجالسه قريبًا كان أو بعيدًا.
"الزهد" ص 393
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عمر بن أيوب، حدثنا جعفر بن برقان، عن ابن منبه قال: طوبى لمن نظر في عيبه عن عيب غيره، طوبى لمن تواضع للَّه من غير مسكنة، ورحم أهل الذل والمسكنة، وتصدق بمال جمع من غير معصية، وجالس أهل العلم والحلم والحكمة، ووسعته السنة، ولم يتعدَّها إلى البدعة.
"الزهد" ص 445
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن مَعْقِل، أنه سمع وهب بن منبه خطب الناس على المنبر فقال: احفظوا مثي ثلاثًا: إياكم وهوى متبعًا وقرين سوء وإعجاب المرء برأيه.
"الزهد" ص 447
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهبًا قال لرجل من جلسائه: ألا أعلمك طبًّا لا يتعايا الأطباء فيه، وفقها لا يتعايا الفقهاء فيه، وحلما لا يتعايا الحلماء فيه؟ قالوا: بلى يا أبا عبد اللَّه، قال: أما الطب الذي لا يتعايا الأطباء فيه فلا تأكل طعاما إلا سميت اللَّه عز وجل على أوله وحمدته على آخره، وأما الفقه الذي لا يتعايا الفقهاء فيه فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم وإلا فقل