أنبأنا إبراهيم بن سلمة قال: كان أبو سلمة بن مسلم يتغذى يومًا وعلى الخوان بقول حسان. فكان يأكل منها، فقال: ما رأيتُ بقولًا أرطب ولا أطيب من هذا، من أين هذا؟ قالوا: من حائط فلان؛ سماه، فقام من الخوان، فاستقاء حتَّى رمي به.
عن فاطمة ابنة عبد الملك، قالت: اشتهى عمر بن عبد العزيز يومًا عسلًا، فلم يكن عندنا، فوجهنا رجلًا على دابة من دواب البريد إلى بعلبك بدينار، فأتى بعسل. فقالت: إنك ذكرت عسلًا، وعندنا عسل. فهل لك فيه؟ قالت: فأتيناه به فشرب، ثم قال: من أين لكم هذا العسل؟ قالت وجهنا رجلًا على دابة من دواب البريد، بدينار إلى بعلبك، فاشترى لنا عسلًا، فأرسل إلى الرجل فقال: انطلق بهذا العسل إلى السوق فبعه، واردد إلينا رأس مالنا، وانظر إلى الفضل، فاجعله في علف دواب البريد، ولو كان ينفع المسلمين قيء لتقيأت.
"الورع" (311 - 313)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل، عن قيس قال: كان لأبي بكر غلام، فكان إذا جاء بِغلته، لم يأكل من غلته حتَّى يسأله, فإن كان شيئًا مما يحب أكل، وإن كان شيئًا يكره لم يأكل، قال: فنسي ليلة، فأكل ولم يسأله, ثم سأله فأخبره أنه من شيء كرهه، فأدخل يده فتقيأ حتَّى لم يترك شيئًا.
"الزهد" ص 136
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل، عن عوف، عن محمد بن سيرين قال: لم أعلم أحدًا استقاء من طعام أكله غير أبي بكر، فإنَّه أتي بطعام فأكله، ثم قيل له: جاء به ابن النعمان، فقال: فأطعمتموني كهانة ابن النعمان! ثم استقاء هذا أو نحوه.
"الزهد" ص 137